الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

باب في الإمامة

صفحة 181 - الجزء 1

  بعد حال، ولم يجوزوا أن يكون الزمان خالياً من الإمامة، ولأن الله - تعالى - أمر بالحدود وأوجب، وليس لكل أحد إقامة الحدود، فوجب أن يختص به الإمام؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به وجب كوجوبه، كالطهارة في أداء الصلاة وأمثالها.

فصل: في صفات الإمام:

  الإمام يجب أن يكون:

  ١ - من أفضل أهل زمانه.

  ٢ - ويكون من أهل الاجتهاد.

  ٣ - ويكون شجاعاً غير جبان، يثبت في الحروب.

  ٤ - سخياً غير بخيل يمنع الحقوق.

  ٥ - ورعاً غير فاسق.

  ٦ - عدلاً غير جائر.

  ٧ - ولا تصلح الإمامة في عموم الناس، ولا بد أن تكون من نسب مخصوص.

  ٨ - وينبغي أن لا تكون به آفة لا يتمكن معها من القيام بأمر الإمامة، كالعمى والزَّمِن وغيرهما.

  واختلفوا في النسب:

  فقال قوم: ينبغي أن يكون من قريش، من أي بطن كان، وهم المعتزلة.

  وقال قوم: لا اعتبار بالنسب، وإنما الاعتبار بالنص، وهو مقصور على اثني عشر، وهو مذهب الإمامية.

  وعندنا⁣(⁣١): لا يصلح إلا في ولد الحسن والحسين @.


(١) الزيدية.

(٢) صحيح ابن حبان ج ٢ ص ١٥٧.

(٣) التبصير في معالم الدين للطبري ص ١٥٥.