المؤيد بالله أبو الحسين والسيد أبو طالب الناطق بالحق @:
  وكان جامعاً في العلم والزهد والشجاعة وخصال الإمامة، وكان الأمراء الثلاثة من آل بويه وجميع الناس يعظمونه إكراماً له ولأبيه، ودخل بغداد في أيام أبي الحسين معز الدولة فعظمه، وهؤلاء الإخوة الثلاثة الأمراء من آل بويه: علي والحسين وأبو الحسين كانوا من المقدمين لعسكر الداعي، وأقام ببغداد مدة، ثم إن كبار أهل (الديلم) وعلماءهم كتبوا إليه واستدعوه حتى يأتي إلى (ديلمان)؛ حتى يبايعوه بالإمامة، ومعز الدلة كان غائباً، فخرج من بغداد ليلاً إلى (الديلم) وبايعوه سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة، وسار هناك مدة على طريق السلف، وكان له قتال كثير مع أولاد الناصر الكبير؛ لأنهم لم يكونوا على سيرة أبيهم، ومع عساكر (خراسان) أيضاً، ثم توفي سنة ستين وثلاث مائة، وكانت مدة إمامته سبع سنين، وروي أنه # سُم(١).
المؤيد بالله أبو الحسين والسيد أبو طالب الناطق بالحق @:
  السيد المؤيد بالله أبو الحسين أحمد، والسيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، خرج أولاً السيد الإمام أبو الحسين وقام بأمر الإمامة وكان جامعاً لخصال الإمامة، وتوفي بـ (ديلمان) يوم السبت يوم العيد سنة إحدى وعشرين(٢) وأربع مائة، وسِنه يوم مات نيف وسبعون سنة، وله تصانيف كثيرة وآثار جمة رحمة الله عليه ورضوانه.
  ثم قام بعده:
السيد أبو طالب:
  بالإمامة، وبايعه أهل (الديلم)، وسار بسيرة أئمة الحق، حتى توفي سنة اثنين
(١) الإفادة ص ١٧٣.
(٢) قيل توفي سنة إحدى عشرة وأربعمائة. الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية ج ٢ ص ١٤٦.