الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب السابع: في بيان مذهب الخوارج ورجالهم ومبدأ ظهورهم

صفحة 77 - الجزء 1

الباب السابع: في بيان مذهب الخوارج ورجالهم ومبدأ ظهورهم

  يقال لهم «الشُراة»⁣(⁣١)، و «الخوارج»⁣(⁣٢)، و «الحرورية»⁣(⁣٣)، و «المحكمة»⁣(⁣٤)، و «المارقة»؛ لأخبار رويت فيهم لأن النبي ÷ قال: «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»⁣(⁣٥) من خبر طويل.

  وابتدأ هذا المذهب ظهر في صفين؛ لأن أمير المؤمنين # ومعاوية حكّما حتى نظرا في ذلك الأمر، وكان أمير المؤمنين كالمكره في أمر الحكمين، ولكن قومه حملوا عليه فخاف الفتنة إن لم يفعل، وإلا كان الظفر له.

  ومذهبهم: تكفير علي - #(⁣٦) -، وتكفير عثمان⁣(⁣٧)، وتكفير كل من ارتكب كبيرة⁣(⁣٨)، ويرون الخروج على مخالفيهم⁣(⁣٩)، وإنكار الحكمين⁣(⁣١٠).


(١) قال المؤلف: «قال ابن الأنباري: الشاري من يبيع الدنيا بالآخرة فسموا به» شرح عيون المسائل ج ١ خ.

(٢) قال المؤلف:» لخروجهم على أمير المؤمنين» شرح عيون المسائل ج ١ خ.

(٣) سموا بذلك لنزولهم بـ (حروراء) اسم قرية.

(٤) سموا بذلك لإنكارهم التحكيم في صفين، وقالوا: لا حكم إلا لله. الحور العين ص ٢٠٠ - ٢٠١.

(٥) صحيح البخاري ج ٤ ص ٢٠٠، صحيح مسلم ج ٢ ص ٧٤٣، سنن النسائي ج ٧ ص ١١٩.

(٦) قال الشيخ عبد الله السالمي: «فهذا دليل على كفر علي، وضلاله، وصواب أهل النهروان وعدلهم، ثم أن علياً خلعه الحكمان فلم يرض حكمهما، وفرق الله أمره فقتله عبد الرحمن بن ملجم غضبا لله وكان ذلك منه حلالاً لقتله الذين يأمرون بالقسط من الناس، فرحم الله عبد الرحمن» السير والجوابات ج ٢ ص ٣٠٧.

(٧) قال الشيخ سالم الحارثي: «وكل ما عددت عليك من عمل عثمان يكفر الرجل أن يعمل ببعض هذا» العقود الفضية في أصول الإباضية ص ١٢٩.

(٨) قال الشيخ صالح الخلاسي: «كفَّرت مرتكب الكبيرة مطلقًا ... مثل الزنى إِلاَّ إذا ما تابا» إيضاح التوحيد بنور التوحيد.

(٩) من ذلك الخروج على الإمام علي #.

(١٠) قال الشيخ عبد الله القنوبي: «نعتقد اعتقاداً جازماً نتقرب به إلى الله تعالى بالحق الذي حكم به =