[مقدمة الناقل إلى العربية]
[مقدمة الناقل إلى العربية]
  
  رب يسر برحمتك
  الحمد لله الأول القديم فلا شيء قبله، الآخر الباقي فلا شيء بعده، القادر على كل مقدور، والعالم بكل ظاهر ومستور، الحيِّ المستغني عن البنية والحياة، السميع المدرك المتعالي عن الآفات، والغني المُنزَّه عن الحاجات، الفرد الذي لا شريك له ولا نظير، والملك الذي لا مشير له ولا وزير، الذي لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، العدل فلا ظُلم فيما أنشأ وأبدع، الرحيم فلا جور فيما ابتدع واخترع، العليم فلا سفه فيما قضى وقدر، والحكيم فلا باطل فيما قدَّم وأخر، الهادي المُنزَّه عن إضلال العباد عن الدين وإغوائهم عن الحق المبين، لا يكلف عباده ما لا يطيقون، ولا يأمرهم ما لا يقدرون، جلَّت عظمته وعمَّت رحمته.
  ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده المصطفى ورسوله المجتبى، اختاره من بين الخلق، وبعثه بالحق ليخرج عباده من طاعة الشيطان إلى طاعته، ومن عبادة الأوثان إلى عبادته، فصلوات الله عليه وعلى آله وعترته، وعلى نجوم الهدى من صحابته.
  هذا كتاب جمعه الإمام شيخ الإسلام أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامة الخرساني البيهقي الجشمي - رحمة الله عليه - بالفارسية، في بيان مذاهب أهل الباطل ومذهب أهل الحق في الأصول، وأورد فيه طرفاً من أخبار النبي ÷ وأحوال الأئمة ومن خرج من آل الرسول على سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقدراً من العبادات ما لا بُدَّ منه وسمَّاه (الرسالة