أخبار يحيى بن زيد #:
  فعلوا مع الحسين #»(١)، وقاتل مع قلّة من الأنصار ثلاثة أيام، يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة، حتى قتل كثيراً منهم فلما كان آخر يوم الجمعة أصابه سهم على جبهته، فنقل إلى دار وأُخرج السهم من جبهته، واستشهد #، ودفن ليلاً، وأُسيل الماء على قبره؛ حتى يخفى، فلما كان يوم السبت نودي بأن من دل على قبر زيد بن علي نعطيه كذا وكذا ديناراً، فدُل على قبره، فأخرجوه وصلبوه وبعثوا برأسه إلى الشام، إلى عند هشام بن عبد الملك - لعنه الله -، وبقي في كناسة كوفان سنتين مصلوباً، فلما خرج أبو مسلم الخرساني، كتب الوليد بن يزيد إلى يوسف الثقفي - لعنه الله - حتى أنزله وأحرقه ورمى برماده في الفرات(٢)، وسِنَّهُ يوم قتل كانت ستاً وأربعين سنة.
  وله عقب من ثلاثة بنين: عيسى، ومحمد، والحسين - À(٣) -.
أخبار يحيى بن زيد #:
  كنيته قيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو طالب، فلما قتل زيد بن علي @ خرج من الكوفة وفرّ إلى خرسان، وكتب يوسف بن عمر إلى نصر بن سيار - أمير خراسان - حتى يطلبه، فطلبه كثيراً، وهو # كان متوارياً ببلد (بلخ) في دار حريش بن عبد الرحمن الشيباني، وكان عامل بلخ عقيل بن معقل كتب إليه نصر بطلب يحيى، فأخبره أنه في دار حريش، فأمر حتى جاءوا حريش وطلب منه يحيى وقال: دلني عليه، فلم يدل، فأمر حتى ضُرب ستمائة سوط، وحلف عقيل أنك تضرب حتى تسلم يحيى وإلا أقتلك فقال: افعل ما تريد، وحلف بالله: لو أن يحيى تحت قدمي وأقتل لم أرفع قدمي عنه،
(١) في الإفادة ص ٦٤: «أحسبهم قد عملوها حُسَيْنِيَّة».
(٢) أنساب الأشراف ج ٣ ص ٢٥٧.
(٣) الإفادة ص ٦٥.