باب الكلام في النبوة
  واختلفوا في المعاصي أهي بقدر الله - تعالى - أم لا.
  فقالت المجبرة: هي بقدره - تعالى عن ذلك -.
  وقالت الزيدية والعدلية: ليست بقدر الله - تعالى -، والاسم يؤخذ من الإثبات لا من النفي، وقد ثبت بالدليل أن مذهبنا حق، ومذهب المجبرة باطل، فهم بالذم أولى.
  وورد في الخبر عن رسول الله ÷ أنه قال: «لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً(١)، قيل: ومن القدرية؟ قال: قوم يعملون المعاصي، ويقولون الله - تعالى - قدرها عليهم»(٢)، وبيَّن أمير المؤمنين # بعد رجوعه من صفين في خبر معروف أن القدرية هم المجبرة فقال: «تلك مقالة إخوان الشيطان، وخصماء الرحمن، ومجوس هذه الأمة»(٣).
باب الكلام في النبوة
  نحتاج إلى معرفة أشياء في النبوات:
  أولها: جواز بعثة الرسول من الله - تعالى -.
  والثاني: طريق معرفة الرسول.
  والثالث: معرفة نسخ الشريعة.
  والرابع: الكلام في إثبات نبوة نبينا ÷.
(١) المعجم الأوسط للطبراني ج ٧ ص ١٦٢.
(٢) لم أجد له مصدراً بهذا اللفظ فيما لدي.
(٣) الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي ص ٦٠١، تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٤٢ ص ٥١٢.