الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

باب الكلام في النبوة

صفحة 162 - الجزء 1

  واختلفوا في المعاصي أهي بقدر الله - تعالى - أم لا.

  فقالت المجبرة: هي بقدره - تعالى عن ذلك -.

  وقالت الزيدية والعدلية: ليست بقدر الله - تعالى -، والاسم يؤخذ من الإثبات لا من النفي، وقد ثبت بالدليل أن مذهبنا حق، ومذهب المجبرة باطل، فهم بالذم أولى.

  وورد في الخبر عن رسول الله ÷ أنه قال: «لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً⁣(⁣١)، قيل: ومن القدرية؟ قال: قوم يعملون المعاصي، ويقولون الله - تعالى - قدرها عليهم»⁣(⁣٢)، وبيَّن أمير المؤمنين # بعد رجوعه من صفين في خبر معروف أن القدرية هم المجبرة فقال: «تلك مقالة إخوان الشيطان، وخصماء الرحمن، ومجوس هذه الأمة»⁣(⁣٣).

باب الكلام في النبوة

  نحتاج إلى معرفة أشياء في النبوات:

  أولها: جواز بعثة الرسول من الله - تعالى -.

  والثاني: طريق معرفة الرسول.

  والثالث: معرفة نسخ الشريعة.

  والرابع: الكلام في إثبات نبوة نبينا ÷.


(١) المعجم الأوسط للطبراني ج ٧ ص ١٦٢.

(٢) لم أجد له مصدراً بهذا اللفظ فيما لدي.

(٣) الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي ص ٦٠١، تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٤٢ ص ٥١٢.