مقدمة
مقدمة
  لا يزال الكثير من التراث الإسلامي مخطوطاً، وليس بمقدور معظم الناس الاطلاع عليه ولا النظر في مجهود مؤلفيه، وليس من السهل الوصول إليه والنظر فيه إلا بتحقيقه وإخراجه بطريقة حديثة ليكون في متناول الجميع؛ ولأن فيه عصارة ما توصلوا إليه في مختلف العلوم الموضوعة وفي أزمانهم المختلفة، ومن ذلك التراث موضع تحقيقنا هذا وهو أحد المصنفات في القرن الخامس من الهجرة والمسمى (نصيحة العامة) وهو الاسم المشترك للكتاب في النسخ المتوفرة منه، فـ (النصيحة) في الاصطلاح الديني «الدعاء إلى ما فيه الصلاح والنهي عما فيه الفساد»(١)، وقيل: «هي كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له»(٢).
  و (العامة) في الاصطلاح الكلامي كما يقول المؤلف: «فذكر شيخنا أبو القاسم إنهم يعتقدون جملة الدين من غير استدلال ونظر، ولا يدخلون في شيء من الاختلاف الجاري بين أهل القبلة، وهذا هو الذي عليه العامة والنساء وأكثر الأمة، ولا يكون لهؤلاء رئيس ولا كتاب ولا مذهب وسموا عامة؛ لأنهم الجمهور. وقال الشيخ أبو القاسم: هنيئاً لهم بالسلامة. وهذا بناء على أصله أن مقلد الحق ناجي فأما عند شيخنا | لا بد أن يعرف بالدليل»(٣).
  و (الناصح) - المؤلف - هو أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامه الجشمي(٤)
(١) التوقيف على مهمات التعاريف ص ٣٢٥.
(٢) الكليات ص ٩٠٨.
(٣) شرح عيون المسائل ج ١ خ.
(٤) جشم: «من قرى بيهق، من أعمال نيسابور» مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ج ١ ص ٣٣٥.