الهادي إلى الحق #:
  ومشهد محمد بن إبراهيم بالكوفة، ومشهد محمد بن محمد بن زيد بـ (مرو).
القاسم بن إبراهيم #:
  كان في العلم والزهد والفضل وجميع خصال الإمامة بمنزلة ليس في عصره مثله، فلما قتل أخوه محمد كان القاسم بمصر، فبلغه خبر نعيه فدعا إلى نفسه، وبعث الدعاة إلى الآفاق، وتوارى هو بمصر، وبايعه خلق كثير وكان متوارياً عشر سنين، وبعثوا في طلبه ناساً كثيراً، ووالي مصر كان عبد الله بن طاهر(١) شدد في طلبه ولم يمكن مقامه، [فـ] خرج من مصر مستتراً وجاء إلى الحجاز، وسافر إلى كل ولاية متوارياً إلى خراسان والعراق والحجاز، وبايعوه في كل موضع، ولم يتمكن من الخروج، ومات المأمون، وقام مقامه المعتصم فكان أشد في طلبه، فجاء القاسم # في آخر الأمر إلى قرية بقرب المدينة يقال لها (الرَّس)(٢)، وأقام هنالك حتى توفي سنة ست وأربعين ومائتين، وكان عمره سبعاً وسبعين سنة، ومشهده بـ [الـ] رَّس ~(٣).
الهادي إلى الحق #:
  كنيته أبو الحسين، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $، مولده بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان بين ولادته ووفاة جده القاسم سنة، ولما ولد جاءوا به إلى جده القاسم فحمله وقال لابنه الحسين بِمَ سمّيته؟ قال: يحيى - وكان للحسين أخ اسمه يحيى مات قبل ولادة الهادي - فبكى القاسم # وقال: «هو والله يحيى صاحب اليمن»(٤)، قاله بسبب أخبار وردت في باب يحيى #.
(١) كان والياً على خرسان ثم مصر.
(٢) بالقرب من ذي الحليفة.
(٣) الإفادة ص ١١٤.
(٤) له شواهد في سيرة الهادي إلى الحق ص ٣٠ وما بعد.