باب في التوبة
  والسعر: هو ما يكون في غالب الأحوال يباع به، فإذا نقص منه يكون رخصاً، وإذا زاد عليه يكون غلاءً.
باب في التوبة
  إذا استحق العبد العقاب فالطريق إلى نجاته إنما هي التوبة، والله - تعالى - يغفر جميع الذنوب بالتوبة سواء كان كفراً أو فسقاً، ولذلك قال - تعالى -: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}(١)، وقال - تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}(٢)، يعني: توبوا وآمنوا؛ حتى يغفر لكم جميع الذنوب الكفر والفسوق، وفي التوبة آيات كثيرة.
  والتوبة شيئان:
  أولها: الندم على ما مضى من فعل القبائح والمعاصي وترك الواجبات؛ لقبحها وكونها معصية لله - تعالى -.
  والثاني: العزم على أن لا يعود إلى أمثالها في المستقبل أبداً.
  وينبغي أن يتوب عن جميع الذنوب صغيرها وكبيرها، فإن تاب من ذنب دون ذنب لم تصح توبته.
  والتوبة يجب أن تكون لقبح المعصية لا لغرض آخر حتى تصح، فإن لم يعلم في شيء أنه كان معصية تاب على الجملة عن جميع المعاصي، حتى يدخل فيه ما يعلم بعينه وما لا يعلم، ويجب على التائب أن يأتي بشرائط التوبة كلها، وشرائطها: تلافي ما فات مما يمكن تلافيه من الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج
(١) سورة طه: ٨٢.
(٢) سورة الزمر: ٥٣ - ٥٤.