الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

فصل: فيمن خرج من أهل البيت $:

صفحة 188 - الجزء 1

الباب السادس عشر: في بيان أخبار الذين خرجوا في الدين

فصل: فيمن خرج من أهل البيت $:

  هم فرقتان:

  فرقة منهم: ادّعوا الإمامة وكانوا جامعين لخصال الإمامة، فهم أئمة مفترضوا الطاعة.

  وفرقة: خرجوا على سبيل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ودفع الظلمة، ومحو آثارهم.

  فالفرقة الأولى: يجب نصرتهم على جميع الناس؛ لأن نصرة إمام الحق واجبة ولذلك قال النبي ÷ لعلي: «اللهم انصر من نصره، واخذل من خذله»⁣(⁣١)، وقال الحسين بن علي @: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها، كبه الله على منخريه في نار جهنم»⁣(⁣٢).

  ومن خرج منهم على سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أيضاً نصرتهم؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان، خاصة إذا كان فيه قمع الظلمة والمبتدعة الذين وضعوا آثار الجور ومحوا آثار الحق، وكل من خرج من سادات العترة من هاذين الوجهين فآثارهم في الدين والعدل ظاهرة بحيث لا مطعن لأحد فيهم.

  وقد اتفقت الزيدية على إمامة بعضهم، واختلفوا في بعضهم، وتوقفوا في بعضهم؛ وذلك لأنهم لم يعرفوا أحوالهم بالحقيقة بسبب خوف أعدائهم، ما أمكنهم أن يعرفوا وينظروا في أحوالهم، ونحن نورد الآن طرفاً من أخبار من خرج منهم على الترتيب في إمامتهم على سبيل الاختصار، ثم نورد من المشهورين ممن خرج حتى لا يطول، وبالله التوفيق.


(١) سبق تخريجه.

(٢) تاريخ الطبري ج ٥ ص ٤٠٧ بلفظ: «فو الله لا يسمع واعيتنا أحد ثُمَّ لا ينصرنا إلا هلك».