أخبار الحسن بن علي #:
  فنص(١) عليه أمير المؤمنين بعد ما ضُرب، وخطب في اليوم الثاني من وفاة أبيه #، وبايع بالعراق والحجاز أهل الحل والعقد، وجمع العساكر لقتال معاوية، وخرج معاوية من الشام، وبعث الحسن بن علي # في مقدم العسكر قيس بن سعد وعبيد الله بن العباس، والتقى الجمعان وتهيآ للقتال، وخرج الحسن # من الكوفة مع العسكر وقصد قتال معاوية فقصده قوم من الخوارج فجرحوه(٢)، فوصل الخبر إلى معاوية فدعا عبيد الله بن العباس إلى نفسه وغره، ورجع قيس بن سعد بالعسكر إلى الكوفة، ومعاوية جاء إلى الكوفة، واضطر الحسن # إلى المصالحة، وصالحه في سنة إحدى وأربعين(٣).
  وعقب الحسن # كان في ولد الحسن بن الحسن، وزيد بن الحسن، وفي واحدة من البنات أم عبد الله زوجة زين العابدين # أم محمد الباقر #(٤).
  وخرج الحسن # بعد الصلح إلى المدينة، بعد صلح معاوية، وشرط معاوية مع الحسن أنه لا يولي أحداً الأمر بعده(٥)، ثم أراد أن يولي يزيد بعده، فبعث إلى زوجة الحسن - بالخفية - جعدة بنت الأشعث بن قيس، وضمن لها بمالٍ وشرط أن يزوجها من يزيد إن سمت الحسن #، فسمت الحسن ثلاث مرات حتى مات الحسن بالمدينة سنة إحدى وخمسين من الهجرة، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة تسع وأربعين(٦)، وأوصى إلى الحسين #
(١) إنما النص من الرسول كما ذكر سابقاً، ولعله خطأ من المترجم أو الناسخ.
(٢) الفتوح لابن أعثم ج ٤ ص ٢٨٨.
(٣) تاريخ الطبري ج ٥ ص ١٦٨.
(٤) الإفادة في تاريخ أئمة الزيدية ص ٥٢.
(٥) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج ١ ص ٣٨٧، الصواعق المحرقة ج ٢ ص ٣٩٩.
(٦) حسب اختلافهم في مبلغ عمره.