الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

أخبار الحسن بن علي #:

صفحة 198 - الجزء 1

  فنص⁣(⁣١) عليه أمير المؤمنين بعد ما ضُرب، وخطب في اليوم الثاني من وفاة أبيه #، وبايع بالعراق والحجاز أهل الحل والعقد، وجمع العساكر لقتال معاوية، وخرج معاوية من الشام، وبعث الحسن بن علي # في مقدم العسكر قيس بن سعد وعبيد الله بن العباس، والتقى الجمعان وتهيآ للقتال، وخرج الحسن # من الكوفة مع العسكر وقصد قتال معاوية فقصده قوم من الخوارج فجرحوه⁣(⁣٢)، فوصل الخبر إلى معاوية فدعا عبيد الله بن العباس إلى نفسه وغره، ورجع قيس بن سعد بالعسكر إلى الكوفة، ومعاوية جاء إلى الكوفة، واضطر الحسن # إلى المصالحة، وصالحه في سنة إحدى وأربعين⁣(⁣٣).

  وعقب الحسن # كان في ولد الحسن بن الحسن، وزيد بن الحسن، وفي واحدة من البنات أم عبد الله زوجة زين العابدين # أم محمد الباقر #(⁣٤).

  وخرج الحسن # بعد الصلح إلى المدينة، بعد صلح معاوية، وشرط معاوية مع الحسن أنه لا يولي أحداً الأمر بعده⁣(⁣٥)، ثم أراد أن يولي يزيد بعده، فبعث إلى زوجة الحسن - بالخفية - جعدة بنت الأشعث بن قيس، وضمن لها بمالٍ وشرط أن يزوجها من يزيد إن سمت الحسن #، فسمت الحسن ثلاث مرات حتى مات الحسن بالمدينة سنة إحدى وخمسين من الهجرة، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة تسع وأربعين⁣(⁣٦)، وأوصى إلى الحسين #


(١) إنما النص من الرسول كما ذكر سابقاً، ولعله خطأ من المترجم أو الناسخ.

(٢) الفتوح لابن أعثم ج ٤ ص ٢٨٨.

(٣) تاريخ الطبري ج ٥ ص ١٦٨.

(٤) الإفادة في تاريخ أئمة الزيدية ص ٥٢.

(٥) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج ١ ص ٣٨٧، الصواعق المحرقة ج ٢ ص ٣٩٩.

(٦) حسب اختلافهم في مبلغ عمره.