الهادي إلى الحق #:
  وكان الهادي # في حال الصِبا معروفاً بالقوة والشجاعة، وكان قد بدأ يشتغل في حال صباه بالعلم حتى بلغ في أنواع العلوم، والزهد وجميع خصال الإمامة، بحيث لم يوجد في أهل بيت رسول الله ÷ مثله، وكان من أهل الاجتهاد العظيم، وصنف في العلوم وكانت بعد سنه سبعة عشر، وجاء إلى (آمل) مع أقاربه وقومه، ورجع إلى المدينة، وكان في اليمن أمير يقال له: أبو العتاهية، بعث الرسل إلى يحيى # واستدعاه حتى أتى إلى اليمن وبايعه، وكذلك جميع أهل اليمن بايعوه، وقام أبو العتاهية مع العسكر بنصرة الهادي #، وكان خروجه سنة ثمانين ومائتين في أيام المعتضد، وسنه وقت خروجه كان خمساً وثلاثين، واستقام الأمر باليمن، وكان مقامه في (صعدة)، ولُقب الهادي إلى الحق، ثم بعد ذلك غلبت القرامطة هناك، وظهر في صنعاء رجل منهم يقال له: علي بن الفضل، وقيل: إنه كان يدعي النبوة، وقصد مكة حتى يخرب الكعبة، وقد وقعت بينه وبين الهادي # مقاتلة كثيرة، وروي أنه قاتلهم سبعين مرة بنفسه، ثم استأصله وقتل أكثرهم، وتفرق الباقون وأهلكهم الله - تعالى - على يديه(١)، وسار بسيرة حسنة(٢) على موجب الشرع وطرق أئمة الحق، إلى آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين، ثم توفي بـ (صعدة) وله ثلاث وخمسون سنة، ومدة خلافته كانت ثماني عشر سنة، ومشهده بـ (صعدة) في جانب المسجد.
  وأولاده: محمد المرتضى لدين الله، وأحمد الناصر، وفاطمة، وزينب أمهم فاطمة ابنة الحسن بن القاسم ابنة عمه، وكان له ابن من امرأة صنعانيه اسمه
(١) قال القاضي عبد الجبار بن أحمد - المتوفى سنة ٤١٥ هـ -:» ثم صمد يحيى بن الحسين العلوي ¥ لجهاد هم. وقد كان ابن حوشب هلك وبقي ابن الفضل، فهلك هو وابنه أمام يحيى بن الحسين العلوي كما هو مذكور «تثبيت دلائل النبوة ص ٣٧٨.
(٢) قال المؤرخ شمس الدين الذهبي - المتوفى سنة ٧٤٨ هـ -: «وكان حسَنَ السيرة. سير أعلام النبلاء» ج ٢٢ ص ٣٢١.