الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 224 - الجزء 1

  ويقول: «سمع الله لمن حمده»، فإذا اعتدل قائماً خرَّ لله ساجداً ويقول: «الله أكبر»، ويبدأ بوضع يديه قبل ركبتيه على الأرض، ثم يسجد ويضع أنفه مع جبهته على الأرض ويمد ظهره، وينصب قدميه، ويفرج آباطه، ويضع يديه حذاء خديه، وإذا كان المصلي امرأة تضممت.

  ثم يقول في سجوده: «سبحان الله الأعلى وبحمده»، ثلاثاً أو خمساً، ثم يقعد ويفترش قدمه اليسرى وينصب قدمه اليمنى، فإذا اطمأن على قدمه اليسرى قاعداً كبر وسجد السجدة الثانية فيسبح فيها كما سبح في الأولى، ويفعل ما فعل فيها، ثم ينهض بتكبيرة، ويعتمد على يديه حتى يستوي قائماً، ثم يمضي في باقي صلاته، وإذا رفع رأسه من السجدة الثانية من الركعة الثانية جلس للتشهد، ثم ينهض وأتم الصلاة، وتشهد التشهد الثاني ثم يسلم بتسليمة عن يمينه وتسليمة عن شماله ويقول: «السلام عليكم ورحمة الله».

  ويقول في الركعتين الآخرتين من الظهر والعصر والعشاء الأخيرة والركعة الثالثة من المغرب: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»، ثلاثاً، أو يقرأ فاتحة الكتاب والتسبيح أفضل.

  فإذا قعد للتشهد الأخير يقول: «بسم الله، وبالله، والحمد لله، والأسماء الحسنى كلها لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله»، ثم ينهض إن كان في الأولتين، وإن أراد أن يسلم عقبه قال: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

فصل: ما لا تتم الصلاة إلا به:

  لا تتم صلاة القادر المتمكن إلا بالوضوء وتطهير البدن واللباس من النجس، وستر العورة - والعورة ما دون السرة إلى ما دون الركبة -، واستقبال القبلة.

  والذي يفسدها: هو أن يحدث فيها، أو تصيب النجاسة شيئاً منه أو من ثيابه أو