فصل: [في سبب تأليف هذا الكتاب]:
  نوح # قال: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ}(١)، وهود # قال: {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ٦٨}(٢)، وصالح # قال: {وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ٩٣}(٣)، والرجل المؤمن قال لموسى: {فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ٢٠}(٤).
  وقد ورد: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم»(٥)، وروى أنس بن مالك عن النبي ÷ أنه قال: «ألا أخبركم بقوم ليسوا أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: الذين يحببون عباد الله إلى الله، ويحببون الله إلى عباده، ويمشون في الأرض نُصحاً، قلنا: هذا الذي يحبب الله إلى عباده فكيف عباد الله إلى الله؟ قال: يأمرونهم بما يحب الله وينهونهم عمّا يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبهم الله»(٦)، وجرير بن عبد الله الأنصاري أتى رسول الله ÷ ليبايعه فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله - بيده وقال: «النصيحة لكل مسلم إنه من لا يرحم الناس لا يرحمه الله»(٧)، وأنس كان يروي عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال: «إن الدين النصيحة(٨)، ألا إن من لم ينصح فقد غش، ألا ومن غش فليس منا»(٩).
(١) سورة الأعراف: ٦٢.
(٢) سورة الأعراف: ٦٨.
(٣) سورة الأعراف: ٩٣.
(٤) سورة القصص: ٢٠.
(٥) مسلم ج ١ ص ٧٤، أحمد بن حنبل ج ٢٨ ص ١٤٠.
(٦) له شواهد متعددة في مسند أحمد ج ٣٧ ص ٥٤١، والمعجم الكبير للطبراني ج ١٢ ص ١٣٤، وغير ذلك.
(٧) أحمد بن حنبل في المسند ج ٣١ ص ٥٦٧، أبي داود الطيالسي في المسند ج ٢ ص ٥٠.
(٨) سبق وأن ذكرنا شواهد لهذا المقطع.
(٩) ذكر هذا المقطع ابن دقيق العيد كشرح للمقطع الأول. شرح الأربعين النووية ص ١١٤.