فأما أصول مذهبهم فخمس فرق: فرقة يقال لهم: «الأزارقة» منسوبة إلى نافع بن الأزرق⁣^(⁣١)، وفرقة يقال لهم «الإباضية» منسوبه إلى يحيى بن عبد لله الإباضي⁣^(⁣٢)، و «الصُّفريَّة» منسوبة إلى زياد بن الأصفر⁣^(⁣٣)، و «البيهسية» منسوبة إلى بيهس⁣^(⁣٤)، و «النجدات» منسوبة إلى نجدة بن عامر الحروري⁣^(⁣٥)، ثم لهم شعب وفرق كثيرة.

  وأول من وضع هذا كان عبد لله بن الكواء وعبد لله بن وهب⁣^(⁣٦)، ثم زادوا وكثروا، وناظرهم أمير المؤمنين واحتج عليهم فرجع قوم منهم، وقتل الباقيين إلا شرذمة تفرقوا، ولهم كتب ورجال، وخرجوا الخرجة في كل موضع، وآخر خروجهم خروج [أبي] حمزة الشاري⁣^(⁣٧) خرج بخراسان فقتل

= أصحابنا أهل النهروان رضوان الله عليهم، عندما أنكروا تحكيم الحكمين: عمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعري» شرح غاية المراد.

(١) نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي، رئيس الخوارج في البصرة والأهواز، كان شجاعاً ومقداماً، له مسائل إلى عبدالله بن عباس مشهورة مع جوابها، قُتل سنة ٦٥ هـ. حقائق المعرفة ص ٥٢٣، تاريخ الطبري ج ٥ ص ٦١٣، شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ١٣٧.

(٢) وقيل عبدالله بن يحيى بن إباض وقيل عبدالله بن إباض التميمي، نشأ في زمان معاوية بن أبي سفيان، وعاش إلى زمان عبد الملك بن مروان، ولم يمت حتى ترك قوله أجمع ورجع إلى القول بالعدل والتوحيد، توفي سنة ٨٦ هـ. الحور العين ص ١٧٣.

(٣) وقيل عبد الله بن الأصفر، وقيل سُمو بذلك لصفرة أبدانهم من الصيام والعبادة، وقيل: إِنهم الصِّفرية، بكسر الصاد لأن رئيسهم خاصم رجلًا فقال له: أنت صِفر من الدين، فَسُمي الصِّفري. شمس العلوم ج ٦ ص ٣٧٦١.

(٤) أبو بيهس الهيصم بن جابر ويقال عامر، من بني سعد بن ضبيعة، قال المداني: طلبه الحجاج فهرب إلى المدينة، فلم يعرفه أحد، فطلبه الحجاج، فأعياه، فبلغ الوليد أنه بمكة، فكتب إلى عثمان بن حبان المري فيه، ووصفه له صفته، فظفر به عثمان وحبسه، وكان يسامره إلى أن ورد الكتاب من الوليد بقطع يديه ورجليه وصلبه، ففعل به ذلك. الحور العين ص ١٧٧.

(٥) نجدة بن عامر الحنفي، أحد الثوار على بني أمية حين قُتل الحسين #، قُتل سنة ٧٢ هـ. تاريخ الطبري ج ٦ ص ١٧٤.

(٦) عبد الله بن وهب الراسبي، قُتل يوم النهروان سنة ٣٨ هـ.

(٧) أبو حمزة يحيى بن المختار الشاري، ظهر في المدينة سنة ١٣٠ هـ في ولاية مروان. تاريخ دمشق =