مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المسألة الرابعة والعشرون عن الأجسام هل تسمع وترى أم لا تسمع وترى إلا الأعراض؟

صفحة 189 - الجزء 1

  يوم الجمعة وأن قيام الساعة فيه وأنه # كان يأخذه كل يوم جمعة وجل، وكان قاطعا على ظهور المهدي #، وليس ذلك إلا قبل قيام الساعة أعني ظهوره⁣(⁣١)؟

  الجواب عن ذلك: إنما ذكره عن الهادي # مأثور عن السلف الصالح $، وكان علي بن الحسين، وجعفر بن محمد $ يبكون لظهور أشراط الساعة وعلامتها، المراد بذلك إشعار الخلق وقوعها، إذ هو كائن لا محالة، ووجله يوم الجمعة لأنه يوم وقوعه فوجل لذكر حصولها فيه لا أنها تحصل في وقته #؛ لأن قبلها أمور نقطع بكونها لم تكن بعد، كانهدام السد، وخروج يأجوج ومأجوج، والمهدي #، والدجال لعنه الله، والدابة وغير ذلك.

  وسأل أيده الله: عن قوله ÷: «لا مهدي إلا مهدي عيسى #»⁣(⁣٢) ما هذه الإضافة؟

  الجواب عن ذلك: أن [الأحاديث في أن] المهدي في أهل البيت $ كثيرة والذي يكون بين يدي الساعة هو: مهدي عيسى الذي يحارب


(١) قال الامام الهادي في الأحكام ٢/ ٥٣٣ قال يحي بن الحسين #: من أكثر الصلاة على رسول الله ÷ كثرت رحمة الله له ورفع درجته ومحا سيئته، وأن أفضل أوقات الصلاة على النبي ÷ ليوم الجمعة وأن أفضل ساعات الجمعة لوقت الزوال، وأن يوم الجمعة لأفضل الأيام وأعظمها عند ذي الجلال والإكرام، وأن ليلة الجمعة لأفضل الليالي، وأن الأعمال لتضاعف في يوم الجمعة وليلتها وإنما سمي يوم الجمعة لاجتماع الناس فيه لأداء فرض الصلاة كما أمرهم الله حين يقول: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، قال يحيى بن الحسين ~: ومن تعظيم الله لذلك اليوم أن جعله للمسلمين عيدا. وفيه ما بلغنا عن النبي ÷ عن جبريل أنه قال: إن يوم الجمعة يوم القيامة وفيه تقوم الساعة.

(٢) الحديث لم أجده بلفظه وفي المستدرك حديث بلفظ: «لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدين إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى بن مريم» ويظهر أن هنا تسقط كلمة «إلا مهدي» ولكنه بهذا اللفظ في موسوعة أطراف الحديث ٧/ ٢٨٤ وعزاه إلى عدة مصادر.