السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة بدر الكبرى

صفحة 112 - الجزء 1

  ولما التحم القتال كان رسول الله ÷ رافعاً يديه يسأل الله النصر، وأخذ كفاً من الحصى، فرمى المشركين بها، وقال: «شاهت الوجوه، اللهم أرعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم» فانهزم أعداء الله، لا يلوون على شيء⁣(⁣١)، وألقوا دروعهم، وما بقي منهم أحد إلا امتلأ وجهه وعيناه لا يدري أين يتوجه، وذلك قول الله ø: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ}⁣[الأنفال: ١٧] الآية⁣(⁣٢).

  وانقطع سيف عُكَّاشة بن محصن⁣(⁣٣)، فأعطاه رسول الله ÷ عوداً، فإذا هو سيف طويل أبيض فقاتل به، ولم يزل عنده حتى هلك⁣(⁣٤).

  وانكسر سيف سلمة بن أسلم، فأعطاه رسول الله ÷ قضيباً، كان في يده من عراجين ابن طاب⁣(⁣٥)، فقال: «اضرب به» فإذا هو سيف جيد، فلم يزل عنده حتى قتل يوم خيبر⁣(⁣٦).

  [ومنعت قريش البكاء على قتلى بدر خوف الشماتة، وكان الأسود بن المطلب⁣(⁣٧) أصيب له ثلاثة من ولده: زمعة، وعُقَيْل، والحارث، وكان يحب أن يبكي عليهم، فسمع ليلة صوت باكٍ، فقال لغلام: انظر لعله حلَّ النحيب، فقال: إنما تبكي على بعير ضلَّ، فقال من قصيدة:


(١) ابتسام البرق - خ -، وشرح ابن أبي الحديد ١٤/ ١٤٦.

(٢) ابتسام البرق - خ -.

(٣) في النسختين: محيص، وأثبته من سيرة ابن هشام، وشرح النهج لابن أبي الحديد.

(٤) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٢/ ٢٢٣، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١٤/ ١٤٧.

(٥) أي من نخلة، تسمى عراجين ابن طاب.

(٦) في شرح النهج: فلم يزل عنده حتى قتل يوم جسر أبي عبيد، وانظر الرواية فيه ١٤/ ١٤٧، وفي ابتسام البرق - خ -.

(٧) في النسختين: بن عبد المطلب، والصواب: ابن المطلب كما أثبته.