غزوة قرارة الكدر
  في مائة راكب، وقيل: في أربعين راكباً، فجاءوا بني النضير في ناحية المدينة ليلاً، فدخل على سلام بن مِشْكم النضيري، فسقاه خمراً، وأخبره من أخبار النبي ÷، ثم خرج سَحَراً، فوجد رجلاً من الأنصار في حرث له ومعه أجير له فقتلهما، وحرَّق بيتين بالعُرَيض(١) وحرثاً وذهب، فخرج رسول الله ÷ بمن معه(٢) في أثرهم، وجعل أبو سفيان ومن معه يُلْقُون جرب السويق، وهي عامة أزوادهم، يتخففون منها خوفاً من الطلب، وجعل المسلمون يأخذونها، فسميت غزوة السويق، ولم يدركهم رسول الله ÷. ثم كانت:
غزوة قرارة الكدر(٣)
  على قول الواقدي للنصف من المحرم على رأس ثلاثين شهراً من الهجرة(٤)، وقيل: غير ذلك(٥)، وذلك أنه لما بلغ النبي ÷ أن بقرارة الكدر(٦) جمعاً من غطفان وبني سُليم، فخرج إليهم، فلم يجد أحداً، فظفر بِنَعَمٍ لهم، وكانت خمسمائة، فقدم بها إلى المدينة، وأصاب يساراً غلاماً من رعاتهم(٧) فأعتقه(٨).
(١) العُرَيض: واد بالمدينة. (انظر معجم ياقوت ٤/ ١١٤).
(٢) بمن معه، سقط من (ب).
(٣) في المصابيح لأبي العباس ص ٢٣٥: قرقرة الكدري، وفي الطبري ٢/ ١٧٤: قرقرة الكدر.
(٤) تأريخ الطبري ٢/ ١٧٥، واللفظ فيه: وأما الواقدي فزعم أن غزوة النبي ÷ الكدر كانت في المحرم من سنة ثلاث من الهجرة. انتهى.
قلت: وفي رواية الواقدي هذه التي ذكرها المؤلف هنا عن ابتسام البرق لابن بهران نظر، ذلك أنه ذكر أنها للنصف من المحرم على رأس ثلاثين شهراً من مهاجره، فالشهر الثلاثون من مهاجر النبي ÷ من مكة إلى المدينة لا يكون شهر محرم، وذلك لأن النبي ÷ خرج من مكة في ربيع الأول وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول كما ذكره أبو العباس الحسني في المصابيح ص ٢٢٩ عن ابن إسحاق.
(٥) ذكر الطبري ٢/ ١٧٤ أن النبي ÷ خرج من المدينة يوم الجمعة غرة شوال من السنة الثانية من الهجرة إلى قرقرة الكدر، وذكر الحاكم الجشمي في السفينة (ج ٢) (خ): أنها كانت في شوال سنة ثلاث ..
(٦) قرقرة الكدر: ماء من مياه بني سليم، بينها وبين المدينة ثمانية برد. (انظر معجم ياقوت ٤/ ٤٤١).
(٧) في (أ): رعاته.
(٨) انظر سيرة ابن هشام ٣/ ٣، وتأريخ الطبري ٢/ ١٧٤ - ١٧٥.