السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة أحد

صفحة 133 - الجزء 1

  فتناول ÷ الحربة من الحارث بن الصمة فطعنه بها في عنقه وهو على فرسه، فجعل يخور⁣(⁣١) كما يخور الثور، فاحتمله أصحابه ومات منها⁣(⁣٢).

  وكان علي # يَذبُّ عن رسول الله ÷ من ناحية وطلحة من ناحية، وأبو دجانة من ناحية، وأعيان غيرهم، وانفرد علي # بفرقة فيهم عكرمة بن أبي جهل فدخل وسطهم بالسيف⁣(⁣٣) فجعل يضرب بالسيف وقد اشتملوا عليه حتى أفضى إلى آخرهم، ثم كر فيهم⁣(⁣٤) حتى رجع من حيث بدأ⁣(⁣٥).

  قال الواقدي: وكان عمر يُحَدِّث فيقول: لما صاح الشيطان: قتل محمد، أقبلتُ أرقى في الجبل كأني أُرْوِيّة⁣(⁣٦)، قال: وكان خالد بن الوليد يحدث وهو بالشام فيقول: الحمد لله الذي هداني للإسلام، لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب حين جال المسلمون وانهزموا يوم أحد وما معه أحد، وإني لفي كتيبة خشناء⁣(⁣٧) فما عرفه أحد منهم غيري، فنكبت عنه، وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له، فنظرت إليه وهو متوجه إلى الشعب⁣(⁣٨).

  قال ابن أبي الحديد: ولا خلاف أنه توجه إلى الشعب تاركاً للحرب، لكن يجوز أن يكون ذلك في آخر الأمر لما يئس المسلمون من النصرة، فكلهم⁣(⁣٩) توجه إلى الشعب حينئذٍ⁣(⁣١٠).


(١) الخوار هو: صياح الثور.

(٢) ابتسام البرق - خ -، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٧ - ٩، وسيرة ابن هشام ٣/ ٣٤ - ٣٥، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٠٠.

(٣) بالسيف، سقط من (ب).

(٤) في (ب): عليهم.

(٥) ابتسام البرق - خ -.

(٦) انظر الرواية في شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٢٢.

(٧) كتيبة خشناء: كثيرة السلاح.

(٨) شرح ابن أبي الحديد ١٥/ ٢٢ - ٢٣.

(٩) في (ب): وكلهم.

(١٠) شرح ابن أبي الحديد ١٥/ ٢٣.