غزوة أحد
  فتناول ÷ الحربة من الحارث بن الصمة فطعنه بها في عنقه وهو على فرسه، فجعل يخور(١) كما يخور الثور، فاحتمله أصحابه ومات منها(٢).
  وكان علي # يَذبُّ عن رسول الله ÷ من ناحية وطلحة من ناحية، وأبو دجانة من ناحية، وأعيان غيرهم، وانفرد علي # بفرقة فيهم عكرمة بن أبي جهل فدخل وسطهم بالسيف(٣) فجعل يضرب بالسيف وقد اشتملوا عليه حتى أفضى إلى آخرهم، ثم كر فيهم(٤) حتى رجع من حيث بدأ(٥).
  قال الواقدي: وكان عمر يُحَدِّث فيقول: لما صاح الشيطان: قتل محمد، أقبلتُ أرقى في الجبل كأني أُرْوِيّة(٦)، قال: وكان خالد بن الوليد يحدث وهو بالشام فيقول: الحمد لله الذي هداني للإسلام، لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب حين جال المسلمون وانهزموا يوم أحد وما معه أحد، وإني لفي كتيبة خشناء(٧) فما عرفه أحد منهم غيري، فنكبت عنه، وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له، فنظرت إليه وهو متوجه إلى الشعب(٨).
  قال ابن أبي الحديد: ولا خلاف أنه توجه إلى الشعب تاركاً للحرب، لكن يجوز أن يكون ذلك في آخر الأمر لما يئس المسلمون من النصرة، فكلهم(٩) توجه إلى الشعب حينئذٍ(١٠).
(١) الخوار هو: صياح الثور.
(٢) ابتسام البرق - خ -، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٧ - ٩، وسيرة ابن هشام ٣/ ٣٤ - ٣٥، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٠٠.
(٣) بالسيف، سقط من (ب).
(٤) في (ب): عليهم.
(٥) ابتسام البرق - خ -.
(٦) انظر الرواية في شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٢٢.
(٧) كتيبة خشناء: كثيرة السلاح.
(٨) شرح ابن أبي الحديد ١٥/ ٢٢ - ٢٣.
(٩) في (ب): وكلهم.
(١٠) شرح ابن أبي الحديد ١٥/ ٢٣.