غزوة أحد
  وروى الواقدي قال: لما صاح إبليس: إن محمداً قد قتل تفرقوا، فمنهم من ورد المدينة، وكان أول من وردها يخبر أن رسول الله ÷ قد قتل، سعد بن عثمان أبو عبادة، ثم ورد بعده رجال حتى دخلوا على نسائهم، حتى جعل النساء يقلن: أعن رسول الله تفرون! ويقول لهم ابن أم مكتوم: أعن رسول الله تفرون!، وكان رسول الله ÷ خلَّفه بالمدينة يصلي بالناس، ثم قال: دلوني على الطريق يعني طريق أُحد، فجعل يستخبر كل من لقي منهم، فعلم سلامة النبي ÷، ثم رجع(١).
  قال ابن أبي الحديد: قال الواقدي: وكان ممن ولى عمر، وعثمان، وعقبة بن عثمان، وخارجة بن عامر، وأوس بن قيظي، في نفر من بني حارثة، بلغوا الشقرة(٢)، ولقيتهم أم أيمن تحثي في وجوههم التراب، وتقول لبعضهم: هاك المغزل، فاغزل به، وهلم سيفك. انتهى(٣).
  وكان الذين قتلوا من أصحاب النبي ÷ اثنين وسبعين، منهم أربعة أو خمسة من قريش، منهم حمزة عم النبي ÷، وسائرهم من الأنصار(٤)، ومنهم حنظلة بن الراهب أبي عامر غسيل الملائكة على ما روي(٥)، والله أعلم، وقتل من المشركين أربعة وعشرون، منهم أصحاب اللواء تسعة(٦) من بني عبد الدار(٧).
(١) شرح ابن أبي الحديد ١٥/ ٢٤.
(٢) الشقرة: موضع معروف لبني سليم. انتهى (نقلاً من هامش شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥/ ٢٤).
(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٢٤، ولفظ أوله فيه: وكان ممن ولى عمر، وعثمان، والحارث بن حاطب، وثعلبة بن حاطب، وسواد بن غزية، وسعد بن عثمان، وعقبة بن عثمان، وخارجة بن عمر بلغ ملل، وأوس بن قيظي في نفر من بني حارثة ... إلخ.
(٤) انظر شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٥١ - ٥٢، وسيرة ابن هشام ٣/ ٦٥ - ٦٩.
(٥) انظر الرواية في كتاب أصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان # ١/ ٢٨٤.
(٦) تسعة، سقط من (ب).
(٧) ابتسام البرق - خ -، وانظر تفاصيل ذلك في شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٥٢ - ٥٤، وسيرة ابن هشام ٣/ ٦٩ - ٧٠.