خبر مقتل أبي عزة ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس
خبر مقتل أبي عزة ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس
  قال ابن أبي الحديد: وأخذ رسول الله ÷ أبا عزة يوم أحد أسيراً، واسمه عمرو بن عبد الله بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح، فقال: يا محمد، مُنْ عليَّ، فقال رسول الله ÷: «إن المؤمن لا يلدغ من جُحْرٍ مرتين، لا ترجع إلى مكة تمسح عارضيك، تقول: سخرت من محمد مرتين» ثم أمر عاصم بن ثابت فضرب عنقه(١).
  قال: وقال الواقدي: لما انصرف المشركون عن أحد، فنزلوا بحمراء الأسد في أول الليل ساعة، ثم رحلوا وتركوا أبا عزة نائماً مكانه، حتى ارتفع النهار فلحقه المسلمون وهو يتلدد، فأخذه عاصم بن ثابت، ثم أمره النبي صلى الله عليه وعلى آله فضرب عنقه.
  وأما معاوية بن المغيرة، فإنه انهزم يوم أحد، فمضى حتى بات قريباً من المدينة، فلما أصبح دخل المدينة، فأتى منزل عثمان بن عفان وهو ابن عمه، فقالت زوجته أم كلثوم ابنة رسول الله ÷: ليس هو هاهنا، فقال: ابعثي إليه، فإن له عندي ثمن بعير ابتعته منه عاماً أول، فأرسلت إليه وهو عند رسول الله ÷ فلما جاء، قال لمعاوية: أهلكتني وأهلكت نفسك، ثم أدخله عثمان داره وصيره في ناحية منها، وخرج إلى رسول الله ÷ ليأخذ له الأمان، فسمع رسول الله ÷ يقول: «إن معاوية في المدينة فاطلبوه»، فطلبوه(٢) من دار عثمان، وجاءوا به إلى النبي ÷، فقال عثمان حين رآه: والذي بعثك بالحق نبياً ما جئتك إلا لأطلب له الأمان فهبه لي، فوهبه له، وأجلَّه ثلاثاً وأقسم لئن وُجِدَ بعدها ليقتلنه، فجهزه عثمان، واشترى له بعيراً، وسار رسول الله ÷ إلى حمراء الأسد، وأقام معاوية إلى اليوم الثالث ليعرف أخبار النبي ÷ ويأتي بها قريشاً، فلما كان اليوم الرابع قال رسول الله ÷: «إن معاوية أصبح قريباً لم يبعد فاطلبوه فاقتلوه»، فأصابوه وقد
(١) شرح النهج ١٥/ ٤٥.
(٢) في (ب): فطُلب.