سرية عبد الله بن أنيس
  عبد الأشهل بسبايا من بني قريظة إلى نجد، فابتاع لهم بها خيلاً وسلاحاً، وكان ÷ قد اصطفى لنفسه ريحانة بنت عمرو بن خفافة(١) إحدى نساء بني عمرو بن قريظة، فكانت عنده ÷ حتى توفي عنها وهي في ملكه، وقد كان رسول الله ÷ عرض عليها أن يتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله، بل تتركني في ملكك، فهو(٢) أخف عليَّ وعليك(٣)، انتهى.
سرية عبد الله بن أنيس(٤)
  ثم كانت سرية عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان(٥) بن نبيح الهذلي اللحياني، وكان بلغ رسول الله ÷ أنه يجمع لحربه، وقد ضَوى(٦) إليه بشر كثير، وكان ينزل عرنة(٧) وما حولها، فبعث إليه عبد الله بن أنيس ليقتله، فخرج إليه لخمس خلون من المحرم على رأس أربعة وخمسين شهراً(٨).
  وروي أنه قال: لست أعرفه يا رسول الله، فقال: «إنك إذا رأيته هِبْتَهُ، وفَرِقْتَ منه، وذكرت الشيطان، وآية ذلك أن تجد له قشعريرةً إذا رأيته»(٩).
  قال ابن بهران: وفي (سنن أبي داود) عن عبد الله بن أنيس، ما لفظه: فلما دنوت منه
(١) كذا في النسختين، وفي سيرة ابن هشام، والطبري: جنافة.
(٢) فهو، زيادة من (ب).
(٣) سيرة ابن هشام ٣/ ١٥٢، والطبري ٢/ ٢٥٢.
(٤) انظر ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٨٦ - ١٨٧، وتأريخ الطبري ٢/ ٤٠٦ - ٤٠٧، والمصابيح لأبي العباس الحسني ص ٢٣٨.
(٥) في (أ): ابن أبي سفيان، وهو خطأ.
(٦) ضوى إليه أي انضم إليه.
(٧) في (ب): عرفة، وعُرنة: واد بحذاء عرفات. (انظر معجم البلدان ٤/ ١١١).
(٨) ابتسام البرق - خ -.
(٩) ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٨٦.