السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سببها]

صفحة 171 - الجزء 1

[سببها]

  وسببها أن زيداً خرج في تجارة إلى الشام، فخرج عليه دُوَيْن وادي القرى أناس من بني بدر، من فزارة، فضربوه ومن معه حتى ظنوا أنهم قد قتلوه، وأخذوا ما كان معه، ثم إنه تحامل حتى قدم المدينة، ثم بعثه ÷ في سرية، فكان يكمن نهاره، ويسير ليله، ونذرت بهم بنو بدر، فاستعدوا لهم، فلما كان زيد ومن معه على مسيرة ليلة أخطأ بهم دليلهم الطريق، حتى صبحوا القوم، فقتل سلمة بن الأكوع رجلاً وأخذ أم قرفة وابنتها، ثم قتلت أم قرفة، وقدموا بالغنيمة إلى المدينة.

سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن رزام بخيبر⁣(⁣١)

  ثم كانت سرية أميرها عبد الله بن رواحة إلى أسير⁣(⁣٢) بن رزام بخيبر في شوال في⁣(⁣٣) سنة ست، وكان أسير قد تأمَّر على يهود بعد قتل رافع، فقام يريد حرب رسول الله ÷ وسار في غطفان يُجَمِّعها ليسير إلى المدينة، فبعث إليه رسول الله ÷ عبد الله بن رواحة في ثلاثين رجلاً، منهم عبد الله بن أنيس، فقدموا خيبر على أسير، فقالوا له: إن رسول الله بعثنا إليك؛ ليستعملك على خيبر ويحسن إليك، فطمع في ذلك وخرج في ثلاثين من يهود، ثم ندم في الطريق، وهمَّ بعبد الله بن أنيس ليقتله، فبادره عبد الله فقتله، ومالوا على أصحابه فقتلوهم كلهم إلا رجلاً واحداً فرَّ منهم، ولم يُصَبْ أحد من المسلمين.


(١) انظر: ابتسام البرق - خ -، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٤٠، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٨٥، وتأريخ الطبري ٢/ ٤٠٦ - ٤٠٧.

(٢) في سيرة ابن هشام: اليسر بن رزام، وفي الطبري: بُسيْر بن رزام.

(٣) في، زيادة من (ب).