سرية كرز بن جابر الفهري
سرية كرز بن جابر الفهري(١)
  ثم كانت سرية كرز بن جابر الفهري، وذلك أن نفراً من عرينة(٢) قدموا على النبي ÷ فأسلموا، ثم استوبئوا المدينة، فأمرهم النبي ÷ أن يخرجوا إلى لقاحه بذي الجَذْر(٣) على ثمانية أميال من المدينة، ليشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا، حتى إذا صحوا وسمنوا قتلوا الراعي(٤) ومَثَّلوا به، وذهبوا بالسرح(٥)، فبعث رسول الله ÷ في أثرهم عشرين فارساً، واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري، فأدركهم وأسرهم، فأمر بهم رسول الله ÷، فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسملت أعينهم، وصلبوا، فنزل قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المائدة: ٣٣] الآية، فكان رسول الله ÷ بعد ذلك ينهى عن المثلة(٦).
(١) انظر ابتسام البرق - خ -، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٤٠، وسيرة ابن هشام ٤/ ٢٠٢ - ٢٠٣.
(٢) عرينة: موضع ببلاد فزارة، وقيل: قرى بالمدينة، وعرينة: قبيلة من العرب. (معجم البلدان لياقوت ٤/ ١١٥).
(٣) جذر: يروى بالذال كما ورد هنا، ويروى بالدال المهملة، وقد ذكره بالروايتين معاً ياقوت في معجم البلدان ٢/ ١١٦، ١٤١، فقال في باب الجيم والدال وما يليهما: جَدْرٌ بسكون الدال، ذو جدر: مسرح على ستة أميال من المدينة بناحية قباء، كانت فيها لقاح رسول الله ÷ تروح عليه إلى أن أغير عليها وأخذت، والقصة في المغازي مشهورة. وقال في باب الجيم والذال وما يليهما: جَذر: بالتحريك أيضاً، لغة في الدال المهملة، وقد تقدم أيضاً. انتهى.
(٤) هو يسار مولى رسول الله ÷.
(٥) السَّرح: الماشية السائمة.
(٦) رواه ابن بهران في ابتسام البرق - خ -، وأخرج البخاري عن عبد الله بن زيد الأنصاري، قال: «نهى رسول الله ÷ عن النهبى والمثلة» ذكره العلامة أحمد بن يوسف زبارة في أنوار التمام ٥/ ٤٨٣، وقال الإمام علي بن أبي طالب # في الكتاب السابع والأربعين من كتبه المذكورة في كتاب (نهج البلاغة) في وصيته للحسن والحسين @ لما ضربه الملعون ابن ملجم، قال فيه ما لفظه: ولا تمثلوا بالرجل، فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور»، وانظر مصادر حديث النهي عن المثلة في موسوعة أطرف الحديث النبوي الشريف ٦/ ٣٦٩، ١٠/ ١٤٩، وعن أحكام المحاربين وسبب نزول قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية، انظر أنوار التمام ٥/ ١٢٨ - ١٣٤.