عمرة الحديبية
عمرة الحديبية(١)
  ثم كانت عمرة الحديبية(٢)، وذلك أن رسول الله ÷ رأى في منامه أنه دخل البيت وحلق رأسه، وأخذ مفتاح البيت، وعرَّف مع المعرِّفين، فاستنفر الصحابة ¤ إلى العمرة، فخرج بهم لهلال ذي القعدة سنة ست، لا يشكُّون في الفتح للرؤيا المذكورة، وليس معهم سلاح إلا السيوف في القرب(٣).
  قال ابن هشام، عن ابن إسحاق: واستنفر النبي ÷ العرب ومن حوله من أهل البوادي من الأعراب، فأبطأ عليه كثير من الأعراب(٤)، وساق ÷ سبعين بدنة، ولما بلغ ذا الحليفة(٥) أشعرها وقلدها، وأحرم المسلمون بإحرامه، وكانوا سبعمائة رجل، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم(٦)، وقيل: ألف وأربعمائة، عن جابر بن عبد الله(٧)، وقيل: ألف وخمسمائة، عن مجمع بن حارثة الأنصاري، أخرجه أبو داود، قال: وفيهم ثلاثمائة فارس، وقيل: ألف وستمائة أكثر ما قيل(٨).
  وبلغ أهل مكة ذلك فراعهم وتشاوروا، وقدَّموا الطلائع، ووضَّعوا العيون،
(١) عن عمرة الحديبية انظر: ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٣/ ١٩٨ - ٢١٤، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٧٠ - ٢٨٥، والسفينة للحاكم الجشمي الجزء الثاني - خ -.
(٢) الحديبية: قرية متوسطة ليست بالكبيرة: سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله ÷ تحتها، قال ياقوت: وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبية بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، وبين الحديبية ومكة مرحلة، وبينها وبين المدينة تسع مراحل. (انظر معجم البلدان ٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠).
(٣) القرب: غمد السيف.
(٤) سيرة ابن هشام ٣/ ١٩٨.
(٥) ذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، ومنها ميقات أهل المدينة. (معجم البلدان لياقوت ٢/ ٢٩٥).
(٦) تأريخ الطبري ٢/ ٢٧١، وسيرة ابن هشام ٣/ ١٩٩.
(٧) تأريخ الطبري ٢/ ٢٧١، وسيرة ابن هشام ٣/ ١٩٩.
(٨) ابتسام البرق - خ -.