[أسماء النبي ÷]
  الشجرة، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله ÷، ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش، وأحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم، قال له رجل منهم: والله يا بحيرى إن لك شأناً اليوم، ما كنت تصنع بنا هكذا، وقد كنا نمر بك كثيراً، قال له بحيرى: صدقت، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم فاجتمعوا إليه، وتخلف رسول الله ÷ [من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة.
  روي أنه كان ÷](١) ابن(٢) تسع سنين، وقيل: اثنتي عشرة سنة(٣)، فلما نظر بحيرى في(٤) القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده، فقال: يا معشر قريش، أيتخلف(٥) أحدٌ منكم عن طعامي هذا؟ فقالوا: يا بحيرى، ما تخلف عنك أحد ينبغي أن يأتيك إلا غلام، وهو أحدث القوم سناً فتخلف في رحالنا.
  قال: لا تفعلوا وادعوه.
  فقال رجل من قريش: واللات والعزى إن كان للؤماً بنا أن يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا، ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم، فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظاً شديداً، وينظر إلى أشياء في جسده، قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامه قام إليه بحيرى، فقال له: يا غلام، أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه؟ وإنما قال له بحيرى ذلك؛ لأنه سمع قومه يحلفون
(١) ما بين المعقوفين سقط من (ب).
(٢) في (ب): وهو ابن تسع سنين.
(٣) مقدمة البحر الزخار ص ٢٠٦.
(٤) في، زيادة من (ب)، ومن نسخة أخرى.
(٥) في (ب): أتخلف أحد.