السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[أسماء النبي ÷]

صفحة 22 - الجزء 1

  باللات والعزى، فروي أن رسول الله ÷ قال: «لا تسألني باللات والعزى، فوالله ما أبغضت شيئاً قط بغضهما»، قال بحيرى⁣(⁣١): فبالله إلا ما أخبرتني؟ فقال له: «سلني عمَّا بدا لك»، فجعل يسأله عن أشياء من حاله من نومه وهيئته وأموره، فجعل رسول الله ÷ يخبره، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته، ثم نظر إلى ظهره، فرأى خاتم النبوة، فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب، فقال له: ما هذا الغلام منك؟

  قال: ابني.

  فقال له بحيرى: ما هو بابنك، ولا ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً.

  قال: فإنه ابن أخي.

  قال: فما فعل أبوه؟

  قال: مات وأمه حبلى به.

  قال: صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنَّه شراً، فإنه⁣(⁣٢) كائن لابن أخيك شأن عظيم، فخرج به أبو طالب سريعاً حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام⁣(⁣٣). انتهى.

  ثم خرج ÷ ثانياً إلى الشام، مع ميسرة غلام خديجة في تجارة لها، قبل أن يتزوجها، حتى أتى سوق بُصْرى فباع تجارته ورجع⁣(⁣٤).


(١) في (ب): فقال له: فبالله.

(٢) في (ب): وإنه.

(٣) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ١/ ١٢٠ - ١٢٢.

(٤) مقدمة البحر الزخار ص ٢٠٦.