السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[زواج النبي صلى الله عليه وآله بأم المؤمنين خديجة بنت خويلد ^]

صفحة 23 - الجزء 1

[زواج النبي صلى الله عليه وآله بأم المؤمنين خديجة بنت خويلد ^]

  قال الكازروني في تاريخه: لما رجع رسول الله ÷ هو وميسرة وقد ربحوا في تجارتهم ضعف ما كانوا يربحون⁣(⁣١)، وأخبرها ميسرة بما رأى من الآيات الدالة على النبوة، وهي أيضاً شاهدت بعض ذلك، قال ميسرة: فأرسلتني دسيساً إلى محمد ÷، فقلت: يا محمد، ما منعك أن تَّزوج؟

  قال: «ما بيدي ما أتزوج به».

  قلت⁣(⁣٢): فإن كفيت ذلك، إلى قوله: وأرسلت⁣(⁣٣) إلى عمها عمر⁣(⁣٤) بن أسد ليزوجها فحضر، ودخل رسول الله ÷ في عمومته، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، وخديجة يومئذٍ بنت أربعين سنة.

  قال: وقد روى قوم أن خديجة سقت أباها الخمر فزوجها فلما صحا ندم.

  قال: قال الواقدي⁣(⁣٥): إن هذا غلط، والصحيح عندنا المحفوظ عند أهل العلم أن عمها زوجها، وأن أباها مات قبل الفجار⁣(⁣٦)، وذكر أن أبا طالب خطب يومئذٍ، فقال:


(١) في (ب): يربحونه.

(٢) قلت، سقط من (ب).

(٣) في (ب): فأرسلت.

(٤) في (ب): عمرو.

(٥) هو محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدني، مولى بني هاشم [١٣٠ هـ - ٢٠٧ هـ]، له تصانيف أشهرها كتاب (المغازي) وهو مطبوع.

(انظر ترجمته في وفيات الأعيان ٤/ ٣٤٨ - ٣٥١).

(٦) انظر تأريخ الطبري ٢/ ٣٥ - ٣٦.