السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الطائف

صفحة 227 - الجزء 1

  فقالوا: ما كنا لنعدل بالأحساب شيئاً⁣(⁣١).

  فقال لهم: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا، فقولوا: إنا نستشفع برسول الله ÷ إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله ÷ في أبنائنا ونسائنا، فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم عند ذلك⁣(⁣٢)»»، فلما صلى رسول الله ÷ قاموا فتكلموا بالذي أمرهم، فقال رسول الله ÷: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم»، فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله، فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تيم⁣(⁣٣) فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، قالت بنو سليم: بلى ما كان لنا فهو لرسول الله ÷، فقال رسول الله ÷: «أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي، فله بكل إنسان ست فرائض من أول سبي أصيبه»، فردوا إلى الناس أبناءهم ونساءهم⁣(⁣٤).

  وكان عمر لما أعطاه النبي ÷ جارية وهبها لابنه عبد الله بن عمر، قال ابن عمر: فبعثتُ بها إلى أخوالي من بني جمح، ليصلحوا لي منها، ويهيئوها حتى أطوف بالبيت، وأنا أريد أن أصيبها إذا رجعتُ إليها، قال: فخرجتُ من المسجد حين فرغت، فإذا الناس يشدون⁣(⁣٥)، فقلت: ما شأنكم؟

  قالوا: رد علينا رسول الله ÷ نساءنا وأبناءنا.


(١) ابتسام البرق - خ -، وانظر الكشاف ٢/ ٢٤٧ - ٢٤٨.

(٢) عند ذلك، زيادة من (ب).

(٣) في (ب): تميم.

(٤) وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ٨٧ - ٨٨.

(٥) في (ب): يشتدون.