السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سرية خالد بن الوليد إلى أكيدر من دومة الجندل]

صفحة 237 - الجزء 1

  فقالت: ما رأيت كالليلة، من يترك مثل هذا؟ فقال: لا أحد، قال أكيدر بعد ذلك: والله ما جاءتنا البقر قط غير تلك الليلة، ولقد كنت أضمر لها⁣(⁣١) الخيل شهراً أو أكثر، فأمر بفرسه فأسرج وألجم، وركب معه أخوه حسان، ونفر من أهل بيته، فخرجوا من الحصن، وعلت⁣(⁣٢) عليهم خيل المسلمين، فأسر أكيدر، وقتل أخوه حسان، وأخذ خالد سلبه، فبعث به إلى رسول الله ÷، ثم صالح الأكيدر على ألفي بعير وأربعمائة درع، وأربعمائة رمح، على أن ينطلق به وبأخيه يعلى إلى رسول الله ÷ فيحكم فيهما بحكمه، فقدم خالد بهما على رسول الله ÷، فصالحهما رسول الله ÷ على الجزية، وكتب لهما كتاباً.

  وصالح رسول الله ÷ في هذه الغزوة أهل تيماء، وأيلة، وجرباء⁣(⁣٣)، ومغنى⁣(⁣٤) على الجزية، وكتب لهم⁣(⁣٥) كتاباً يشتمل على شروط لهم وعليهم⁣(⁣٦).

  قال الحجوري: وفي هذه الغزاة همَّ عدة⁣(⁣٧) من المنافقين باغتياله ÷ ليلاً وإلقائه في الثنية، وهم المعروفون بأصحاب العقبة، وحال الله بينهم وبين ما أرادوا⁣(⁣٨).

  وكانت غزوة تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله ÷ بنفسه، وجاءه ÷ نفر من سعد هذيم، وقالوا: يا رسول الله، إنَّا قدمنا، وتركنا أهلنا على بئر لنا، قليل ماؤها، فادع الله لنا في مائها، فقال ÷: «ابغوني حصيات»، فدفعوا إليه⁣(⁣٩) ثلاث حصيات،


(١) في (ب): بها، ولفظ العبارة من أولها في ابتسام البرق: ولقد كنت أضمر لها الخيل إذا أردت أخذها شهراً فأكثر.

(٢) في ابتسام البرق: وحملت.

(٣) الجرباء: قرية تابعة لعمان. (هامش في سيرة المصطفى ٦٣٤).

(٤) في ابتسام البرق: وبقي.

(٥) لهم، سقط من (ب).

(٦) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ١١١.

(٧) ذكر عدتهم الزمخشري في (الكشاف) وأنهم خمسة عشر، وذلك في تفسير قوله تعالى: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} من سورة التوبة.

(٨) انظر الخبر في الكشاف ٢/ ٢٧٧ - ٢٧٨.

(٩) إليه، زيادة من (ب).