السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سرية خالد بن الوليد إلى أكيدر من دومة الجندل]

صفحة 238 - الجزء 1

  فعركهنَّ ÷ بيده، ثم قال: «اذهبوا بهذه الحصيات إلى بئركم، فاطرحوها فيها واحدة واحدة، وسبحوا الله» فانصرفوا ففعلوا ذلك، فجاشت بئرهم بالرواء⁣(⁣١).

  وكان في أدوات⁣(⁣٢) أبي قتادة يوماً قليل ماء، فقال له ÷: «احتفظ بما في الأدواة⁣(⁣٣) فإن لها شأناً»، فلما كان حين الزوال، عطش الناس عطشاً شديداً، فدعا ÷ بما في الأدواة، فأفرغه في ركوة، ووضع أصابعه عليه، فنبع الماء من بين أنامله، فأقبل الناس، فاستقوا، وفاش⁣(⁣٤) الماء حتى أرووا رواحلهم عن آخرهم⁣(⁣٥).

  قال الحجوري: وفي هذه السنة توفيت أم كلثوم بنت رسول الله ÷ في شعبان، وفي ذي القعدة منها كانت وفاة رأس المنافقين عبد الله بن أُبي بن مالك، وأم⁣(⁣٦) أبيه سلول امرأة من خزاعة، وفرض رسول الله ÷ في هذه السنة فرائض الصدقات.

  قال: وفيها في رجب توفي النجاشي أصحمة بن أنجرة، ونعاه رسول الله ÷، وصلى عليه، انتهى.

  وكان مقامه ÷ بتبوك بضع عشرة ليلة، ثم رجع ÷، وفي رجوعه مات ذو البجادين، ونزل ÷ في حفرته⁣(⁣٧).

  ولما نزل ÷ بذي أوان⁣(⁣٨) قريباً من المدينة أتاه جبريل # بخبر مسجد أهل


(١) ابتسام البرق - خ -.

(٢) في (ب): أداوة.

(٣) في (ب): الأداوة.

(٤) في ابتسام البرق: وفاض.

(٥) ابتسام البرق - خ -.

(٦) في (ب): وامرأة.

(٧) انظر الخبر بالتفصيل في سيرة ابن هشام ٤/ ١١٣.

(٨) ذي أوان، ذكر ابن هشام في السيرة النبوية ٤/ ١١٤، عن ابن إسحاق: أنه بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار.