[سرية خالد بن الوليد إلى أكيدر من دومة الجندل]
  فعركهنَّ ÷ بيده، ثم قال: «اذهبوا بهذه الحصيات إلى بئركم، فاطرحوها فيها واحدة واحدة، وسبحوا الله» فانصرفوا ففعلوا ذلك، فجاشت بئرهم بالرواء(١).
  وكان في أدوات(٢) أبي قتادة يوماً قليل ماء، فقال له ÷: «احتفظ بما في الأدواة(٣) فإن لها شأناً»، فلما كان حين الزوال، عطش الناس عطشاً شديداً، فدعا ÷ بما في الأدواة، فأفرغه في ركوة، ووضع أصابعه عليه، فنبع الماء من بين أنامله، فأقبل الناس، فاستقوا، وفاش(٤) الماء حتى أرووا رواحلهم عن آخرهم(٥).
  قال الحجوري: وفي هذه السنة توفيت أم كلثوم بنت رسول الله ÷ في شعبان، وفي ذي القعدة منها كانت وفاة رأس المنافقين عبد الله بن أُبي بن مالك، وأم(٦) أبيه سلول امرأة من خزاعة، وفرض رسول الله ÷ في هذه السنة فرائض الصدقات.
  قال: وفيها في رجب توفي النجاشي أصحمة بن أنجرة، ونعاه رسول الله ÷، وصلى عليه، انتهى.
  وكان مقامه ÷ بتبوك بضع عشرة ليلة، ثم رجع ÷، وفي رجوعه مات ذو البجادين، ونزل ÷ في حفرته(٧).
  ولما نزل ÷ بذي أوان(٨) قريباً من المدينة أتاه جبريل # بخبر مسجد أهل
(١) ابتسام البرق - خ -.
(٢) في (ب): أداوة.
(٣) في (ب): الأداوة.
(٤) في ابتسام البرق: وفاض.
(٥) ابتسام البرق - خ -.
(٦) في (ب): وامرأة.
(٧) انظر الخبر بالتفصيل في سيرة ابن هشام ٤/ ١١٣.
(٨) ذي أوان، ذكر ابن هشام في السيرة النبوية ٤/ ١١٤، عن ابن إسحاق: أنه بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار.