السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

سرية أسامة بن زيد إلى بني وازدروز

صفحة 245 - الجزء 1

  والملك لا شريك لك»⁣(⁣١)، وأهلَّ الناس بهذا⁣(⁣٢).

  قال: عن ابن عمر، كان رسول الله ÷ يدخل مكة من الثنية العليا (يعني كداء⁣(⁣٣)، وهو المشهور بالمعلاة، ويخرج من الثنية السفلى (يعني كدي⁣(⁣٤).

  قال: روي أن النبي ÷ دخل مكة صبيحة اليوم الرابع من ذي الحجة [وأقام بها محرماً إلى يوم التروية، ثم راح إلى منى محرماً بذلك الإحرام]⁣(⁣٥).

  قال: وفي (سيرة اليعمري): سعى راكباً.

  قال: قال جابر: قال «لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت، لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليُحِلَّ وليجعلها عمرة»، فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبك رسول الله ÷ بين⁣(⁣٦) أصابعه واحدة في أخرى⁣(⁣٧) وقال: «دخلت⁣(⁣٨) العمرة في الحج مرتين، لا بل لأبد الأبد».

  قال: وقدم علي من اليمن ببدن رسول الله ÷، فوجد فاطمة ممن حلَّ، فأنكر ذلك عليها، فقالت: أبي أمرني بهذا، قال علي: فذهبت إلى رسول الله مُحرِّشاً على فاطمة، فقال: «صدقت، صدقت، ماذا قلتَ حين فرضت الحج»؟


(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان في أصول الأحكام ١/ ٤٤٨ - ٤٤٩ برقم (١٠٩٥) عن نافع، عن ابن عمر، وبرقم (١٠٩٦) عن جابر بن عبد الله.

(٢) وانظر أنوار التمام ٣/ ٣٤ - ٣٨.

(٣) كسماء.

(٤) كسُميّ، قال في القاموس المحيط ص ١٧١١: والكداء كسماء، اسم لعرفات، أو جبل بأعلى مكة، ودخل النبي ÷ مكة منه، وكسُميَّ: جبل بأسفلها، وخرج منه. انتهى.

(٥) لفظ ما بين المعقوفين في (ب): وقام بها محرماً بذلك الإحرام إلى يوم التروية.

(٦) بين، سقط من (ب).

(٧) في (ب): في الأخرى.

(٨) في (ب): دخلت الأخرى العمرة في الحج ... إلخ.