السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

سرية أسامة بن زيد إلى بني وازدروز

صفحة 246 - الجزء 1

  فقال: قلت: اللهم، إني أهلُّ⁣(⁣١) بما أهلَّ به رسولك، قال: «فإن معي الهدي فلا تُحلُّ»، وكانت جملة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي ÷ مائة، فحلَّ الناس كلُّهم وقصروا، إلا النبي ÷ ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى مِنى، فأهلُّوا بالحج، وركب النبي ÷ فصلى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، ومكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة شعر تضرب له بِنَمِرة⁣(⁣٢)، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له⁣(⁣٣)، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، فقال: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم؛ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث - وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل - وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع ربانا⁣(⁣٤) ربا عباس⁣(⁣٥) بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله»، الخطبة إلى آخرها⁣(⁣٦).

  قال: ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات⁣(⁣٧)، وجعل حبل المشاة⁣(⁣٨) بين يديه، فوقف مستقبل القبلة، وكان يوم الجمعة، وكان واقفاً إذ نزل عليه:


(١) في (ب): مهل.

(٢) نَمِرة: بفتح النون وكسر الميم وراء مفتوحة قال في القاموس المحيط ص ٦٢٧: الجبل الذي عليه أنصاب الحرم، على يمينك خارجاً من المأزمين تريد الموقف، ومسجدها معروف. انتهى.

(٣) في (ب): به.

(٤) ربانا، سقط من (ب).

(٥) في (ب): العباس.

(٦) انظر خطبة النبي ÷ في حجة الوداع كاملة في سيرة ابن هشام ٤/ ١٧٣ - ١٧٤، والبيان والتبيين للجاحظ ٢٥١ - ٢٥٢، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١/ ١٢٦ - ١٢٨.

(٧) في (ب): إلى الصحراء.

(٨) قال في هامش أنوار التمام ٣/ ٨٧ ما لفظه: في النهاية في باب الحاء المهملة: حبل المشاة: طريقهم التي =