[ذكر أولاد النبي ÷]
  مكفوفاً في خلافة عثمان بن عفان، وله تسع وثمانون سنة، أما الفضل بن العباس، فهو أكبر ولده وبه يكنى، مات بالشام في طاعون عَمواس(١)، ولا عقب له.
  وأما عبد الرحمن، ومعبد ابنا العباس فقتلا بإفريقية في زمن عثمان في الغزو، ولمعبد العقب، وقد انقرضوا، ولا عقب لعبد الرحمن.
  وأما قثم بن العباس: فمات بسمرقند ولا عقب له.
  وأما عبد الله بن العباس: فمات بالطائف، وعقبه الخلفاء من بني العباس، وهو من العلماء المشهورين بعد رسول الله ÷، وولاه أمير المؤمنين # البصرة، وولى قثم مكة، وأما عبيد الله بن العباس فولاه أمير المؤمنين # اليمن، ومات بالمدينة، وله عقب، وكان من أجواد العرب المعدودين، ومما استحسن من جوده أنه خرج إلى معاوية بن أبي سفيان، فأصابه العنت في الطريق ليلاً، فرفعت له نار، فقال لغلامه مقسم: اقصد بنا إلى النار، فانتهيا إلى شيخ قاعد مع أهله، فلما رآه الشيخ أعظمه لجماله، وقال: إن كان هذا قرشياً فهو من بني هاشم، وإن كان يمانياً فإنه من بني آكل المرار، وقال لزوجته: هبي لي(٢) عنزك حتى أقضي بها ذمام هذا الرجل.
  قالت: إذن تموت ابنتيَّ.
  قال: الموت أهون من اللوم، فأخذ الشفرة وقام إلى العنز وهو يقول:
  قرينتي لا توقظي ابنتيه ... إن توقظا ينتحبا عليه
  وتنزعا الشفرة من يديه ... أكرم بهذا وبذا لديه
(١) طاعون عمواس: كان في سنة ثماني عشرة للهجرة، في خلافة الخليفة عمر بن الخطاب، وعَمواس بفتح العين المهملة، هي قرية بالشام بين نابلس والرملة.
(انظر وفيات الأعيان ٧/ ٢١٤).
(٢) في (ب): إليَّ.