السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر أولاد النبي ÷]

صفحة 279 - الجزء 1

  ثم ذبح العنز، وتحدث مع عبيد الله حتى نضج اللحم، ثم قربه إليه فأكل هو وغلامه، فلما أراد الرحيل قال لخادمه: هل معك من المال شيء؟

  قال: خمسمائة دينار.

  قال: سلِّمها إلى الشيخ.

  قال: يا مولاي، يكفيك أن تضعف له ثمن شاته، فإنه لا يعرفك ولا يدري من أنت.

  فقال عبيد الله: أنا⁣(⁣١) أعرف نفسي وأدري من أنا، إنه لم يكن معه من الدنيا إلا شاة فخرج لنا من دنياه، وأعطيناه بعض دنيانا، فسلم إليه الغلام خمسمائة دينار، وللعباس من غير لبابة الحارث بن العباس، وتمام⁣(⁣٢)، وكثيِّر، وقد أعقبوا وانقرضوا، ولم يبق العقب إلا من عبد الله، وعبيد الله، ومعبد.

  وأبو طالب، واسمه عبد مناف، وقيل: المغيرة، وهو أخو عبد الله أبي رسول الله ÷ لأبيه وأمه، وهو وصي أبيه عبد المطلب، وهو الذي شغب على عبد المطلب في ذبح أخيه عبد الله كما سبق ذكره، وأولاده: طالب مات قبل الإسلام.

  وقال الحجوري: خرجت به قريش يوم بدر كرهاً، وعلي #، وعقيل، وجعفر.

  أما علي #، فإن رسول الله ÷ كفله في صغره سنة القحط؛ تخفيفاً على عمه أبي طالب، فلم يزل ÷ يغذوه، ويعلِّمه، ويودعه حكمه⁣(⁣٣)، وكان قرينه في ليله ونهاره، وهو أول من شم ريح نبوته، واطلع على ما خفي على غيره من عجائبها، وأول من آمن به، وسنذكر أولاده، ونبذة من سيرته إن شاء الله تعالى.

  وأما عقيل: فخرجت به قريش يوم بدر، ففداه عمه العباس.


(١) وردت (أنا) في النسخة (أ)، وفي نسخة أخرى مكررة.

(٢) في (ب): وثمام.

(٣) في (ب): حلمه.