السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فائدة [في ذكر أديان العرب قبل مبعث النبي ÷]

صفحة 41 - الجزء 1

  النصارى بالشام، وهو القائل في الجاهلية:

  أسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذباً زلالاً⁣(⁣١)

  وله يقول ورقة بن نوفل:

  رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنبت تنوراً من النار حاميا⁣(⁣٢)

  وأمية بن أبي الصلت الثقفي كان قرأ الكتب، ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبياً يبعث قد أطل⁣(⁣٣) زمانه، فلما سمع بخروجه وقصته كفر حسداً له، ولما أنشد رسول الله ÷ شعره، قال: «آمن لسانه، وكفر قلبه»، وأسعد أبو كرب الحميري، وكان أسعد آمن بالنبي ÷، وهو القائل:

  شهدت على أحمد أنه ... رسول من الله بارئ النسم

  وقس بن ساعدة حكيم العرب، ذكر رسول الله ÷ أنه رآه يخطب بعكاظ على جمل أحمر [وقد تقدم]⁣(⁣٤).

  وأبو قيس، وهو صِرْمَة بن أبي أنس من بني النجار، وترهب ولبس المسوح⁣(⁣٥)، وفارق الأوثان، وهمَّ بالنصرانية، ثم أمسك عنها، ودخل بيتاً له، واتخذه مسجداً لا


(١) أورد البيت ابن هشام في السيرة النبوية ١/ ١٥١ من جملة أربعة أبيات هي:

وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له الأرض تحمل صخراً ثقالا

دحاها فلما رآها استوت ... على الماء أرسى عليها الجبالا

وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذباً زلالا

إذا هي سيقت إلى بلدة ... أطاعت فصبت عليها سجالا

(٢) أورد البيت ابن هشام في المرجع المذكور ١/ ١٥٢ من جملة ستة أبيات.

(٣) في (ب): أظل.

(٤) ما بين المعقوفين زيادة من (ب).

(٥) المسوح: جمع مسح، وهو ثوب أسود من شعر،