السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

بعثته ÷

صفحة 43 - الجزء 1

بعثته ÷

  فلما بلغ أربعين سنة اختصه الله بكرامته، فأتاه جبريل وهو في غار حراء جبل بمكة، وأقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة سنة، وقيل: عشراً، والأول أصح⁣(⁣١)، وكانت قِبْلَتُه الكعبة، وفي كتاب (الخميس)⁣(⁣٢): روي أن النبي ÷، كان يصلي بمكة إلى الكعبة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، فلما عرج به إلى السماء أمرنا⁣(⁣٣) بالصلوات الخمس، فصارت ركعتين في الأوقات غير المغرب للمسافر والمقيم، وبعد ما هاجر إلى المدينة زيد في صلاة الحضر⁣(⁣٤)، وأمر أن يصلى نحو بيت المقدس قال: كذا عن ابن عباس، وفي (الكشاف)، و (أنوار التنزيل) نحوه.

  وقيل: كانت قبلته بيت المقدس [ولا يستدير الكعبة بل يجعلها بين يديه⁣(⁣٥)، فلما هاجر استحال عليه ذلك، فاستقبل بيت المقدس]⁣(⁣٦)، واستمر عليها بعد هجرته سبعة عشر شهراً⁣(⁣٧)، ثم حُوِّلت إلى الكعبة في صلاة الظهر من يوم الثلاثاء للنصف من شعبان⁣(⁣٨)، فاستدار النبي ÷، وهو راكع، واستدارت الصفوف خلفه، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين، وقيل: إن ذلك بعد افتراض صوم شهر رمضان بثلاثة عشر يوماً.


(١) مقدمة البحر الزخار ص ٢٠٦.

(٢) في (ب): الخمس، وهو تحريف.

(٣) في (ب): أمر.

(٤) في (ب): العصر، وهو خطأ.

(٥) هذا القيل ذكره الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في كتاب الجواهر والدرر ص ٢٠٦ من مقدمة كتابه البحر الزخار.

(٦) ما بين المعقوفين سقط من (ب).

(٧) ذكره الإمام المرتضى محمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في مجموعه ١/ ٣٤٩ في مسائل عبد الله بن الحسن، والإمام المهدي في مقدمة البحر الزخار ص ٢٠٦.

(٨) وذكر في الكشاف ١/ ٢٢٨ أن تحويل القبلة نحو الكعبة المشرفة كان في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين، ورسول الله ÷ في مسجد بني سلمة، وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب، وحوَّل الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال، فسمي المسجد مسجد القبلتين.