بعثته ÷
بعثته ÷
  فلما بلغ أربعين سنة اختصه الله بكرامته، فأتاه جبريل وهو في غار حراء جبل بمكة، وأقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة سنة، وقيل: عشراً، والأول أصح(١)، وكانت قِبْلَتُه الكعبة، وفي كتاب (الخميس)(٢): روي أن النبي ÷، كان يصلي بمكة إلى الكعبة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، فلما عرج به إلى السماء أمرنا(٣) بالصلوات الخمس، فصارت ركعتين في الأوقات غير المغرب للمسافر والمقيم، وبعد ما هاجر إلى المدينة زيد في صلاة الحضر(٤)، وأمر أن يصلى نحو بيت المقدس قال: كذا عن ابن عباس، وفي (الكشاف)، و (أنوار التنزيل) نحوه.
  وقيل: كانت قبلته بيت المقدس [ولا يستدير الكعبة بل يجعلها بين يديه(٥)، فلما هاجر استحال عليه ذلك، فاستقبل بيت المقدس](٦)، واستمر عليها بعد هجرته سبعة عشر شهراً(٧)، ثم حُوِّلت إلى الكعبة في صلاة الظهر من يوم الثلاثاء للنصف من شعبان(٨)، فاستدار النبي ÷، وهو راكع، واستدارت الصفوف خلفه، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين، وقيل: إن ذلك بعد افتراض صوم شهر رمضان بثلاثة عشر يوماً.
(١) مقدمة البحر الزخار ص ٢٠٦.
(٢) في (ب): الخمس، وهو تحريف.
(٣) في (ب): أمر.
(٤) في (ب): العصر، وهو خطأ.
(٥) هذا القيل ذكره الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في كتاب الجواهر والدرر ص ٢٠٦ من مقدمة كتابه البحر الزخار.
(٦) ما بين المعقوفين سقط من (ب).
(٧) ذكره الإمام المرتضى محمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في مجموعه ١/ ٣٤٩ في مسائل عبد الله بن الحسن، والإمام المهدي في مقدمة البحر الزخار ص ٢٠٦.
(٨) وذكر في الكشاف ١/ ٢٢٨ أن تحويل القبلة نحو الكعبة المشرفة كان في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين، ورسول الله ÷ في مسجد بني سلمة، وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب، وحوَّل الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال، فسمي المسجد مسجد القبلتين.