نقض الصحيفة
  ثم أقبل على الناس، فقال: يا أهل مكة، أنأكل الطعام ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى، لا يباعون(١) ولا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة، قال(٢): فقال أبو جهل وكان في ناحية المسجد: كذبت، والله لا تشق.
  فقال زمعة بن الأسود(٣): أنت أكذب، ما رضينا والله كتابتها حين كتبت، قال أبو البختري: صدق والله زمعة، لا نرضى ما كتب فيها ولا نُقِرُّ به، قال المطعم بن عدي: صدقتما، وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها ومما كُتِبَ فيها، وقال هشام بن عمرو نحواً من ذلك، قال: وأبو طالب جالس في ناحية المسجد، فقال أبو جهل: هذا أمر قد قضي بليل، قال: وقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها فوجد الصحيفة(٤) قد أكلتها الأرضة إلا: باسمك اللهم، انتهى ما حكاه ابن بهران، عن ابن إسحاق(٥).
  وقوله: وأبو طالب جالس في ناحية(٦) المسجد غير صحيح، لأن أبا طالب وجميع بني هاشم وبني المطلب ما خلا أبا لهب - لعنه الله - كانوا محصورين في شعب أبي طالب ممنوعين من دخول المسجد، ذكره الحجوري في (الروضة) وغيره(٧)، ويوضحه أيضاً ما رواه الحاكم في (السفينة) قال: فلما مضت ثلاث سنين أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم، وأن الأرضة قد أكلت ما فيها من ظلم وجور، وبقي ما كان من ذكر الله
(١) في (ب): لا يبايعون.
(٢) قال، سقط من (ب).
(٣) بن الأسود، زيادة من (ب).
(٤) الصحيفة، سقط من (ب)، ولفظ العبارة من أولها في (ب): فوجد الأرضة قد أكلتها.
(٥) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٢/ ١٩ - ٢١، وشرح ابن أبي الحديد ١٤/ ٥٢ - ٦١، وانظر الجزء الثاني من السفينة - خ -.
(٦) ناحية، زيادة من (ب).
(٧) وغيره، سقط من (ب).