السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

نقض الصحيفة

صفحة 50 - الجزء 1

  تعالى، فذكر النبي ÷ ذلك لأبي طالب، فقال: أحق ما تخبرني.

  قال: «نعم»، فأخبر أبو طالب إخوته، وقال: ما كذبني قط، فخرجوا إلى قريش وأخبروهم بذلك، ثم قال: ابحثوا، فإن كان كما يقول علمتم سوء رأيكم، وإلا دفعته إليكم، وما أراه إلا صادقاً.

  قالوا: أنصفتنا، فأرسلوا وجاءوا بالصحيفة، فإذا هي كما قال رسول الله ÷، فسقط في أيدي القوم، فقال أبو طالب: هل تبين لكم أنكم الظالمون؟ فلم يردوا عليه⁣(⁣١)، ثم دخل هو و [أصحابه بين]⁣(⁣٢) أستار الكعبة وهو يقول: اللهم، انصرنا على من ظلمنا، وقطع أرحامنا، واستحل منَّا ما حرَّم الله، ثم انصرفوا⁣(⁣٣)، انتهى.

  وقال مصنف (الجوهر)⁣(⁣٤)، في تفسير قوله تعالى: {هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}⁣[الأنعام: ٢٦]: أي: ينهون الناس عن النبي ÷، ويبعدون هم بأنفسهم عنه ÷ فيضلون ويُضلون، وذلك أن قريشاً حاربوا بني هاشم وحصروهم في شعب أبي طالب، ومنعوهم دخول المسجد الحرام، واقتسموا طرق مكة يصدون عن رسول الله ÷ من جاءه من البلدان، وكتبوا كتاباً: إن بني هاشم أكذب بيت في العرب، فقتل أبو طالب منهم رجلين في الشعب، وقال في الكتاب الذي كتبوه:


(١) بعده في السفينة: ورجع وهو يقول: يا معشر قريش، نحصر ونحبس وقد بان الأمر.

(٢) سقط من (ب).

(٣) الجزء الثاني من السفينة - خ -، وانظر ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٢/ ٢١.

(٤) في (أ): الجوهرة، وما أثبته من (ب) ومن نسخة أخرى.

وقول المؤلف هنا: قال مصنف الجوهر فلعله يقصد عبد الله بن الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة، المتوفى نحو سنة ٧٩٣ هـ، فله مصنف يحمل اسم (الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف) في التفسير، (انظر عنه وعن نسخه الخطية كتاب أعلام المؤلفين الزيدية ص ٦٢٤)، ومؤلفه كان عالماً فاضلاً فقيهاً محققاً، سكن خبان، وقرأ بصعدة، وكان من أنصار الإمام صلاح الدين بن محمد بن علي، توفي بمدينة صنعاء، ودفن بمسجد الأخرم المعروف اليوم بمسجد الوشلي، وقيل: إنه توفي بثلاء ودفن بها.

(انظر المرجع المذكور ص ٦٢٤ - ٦٢٥ ترجمة رقم (٦٤٥».