مقام أبي طالب ونصرته للنبي ÷
  فَعَظُمَ ذلك عليه، فبعث إلى رسول الله ÷ وقال: إنهم جاءوني، وقالوا لي(١) كذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، فظن رسول الله ÷ أنه بدا له في نصرته، فقال: «والله ياعم، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أني أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أموت».
  فقال أبو طالب: اذهب يا ابن أخي، وقل ما شئت فلا يصلون(٢) إليك ما حييت(٣).
  وقال أبو طالب في ذلك:
  والله لن يَصلُوا إليك بجمعهم ... حتى أوسَّد في التراب دفينا
  فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ... أبشر وقرَّ بذاك منك عيونا
  ودعوتني وزعمت أنك ناصحي ... ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
  وعرضت ديناً قد عرفت بأنه ... من خير أديان البرية دينا
  لولا الملامة أو حذاري سبةً ... لوجدتني سمحاً بذاك مبينا(٤)
(١) في (ب): فقالوا كذا.
(٢) في النسختين: فلا يصلوا، وهو خطأ، وأثبته من السفينة.
(٣) انظر المصابيح لأبي العباس ص ١٨٣، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١٤/ ٥٤، وسيرة ابن هشام ١/ ١٦٩ - ١٧٠، وتأريخ الطبري ٢/ ٦٧.
(٤) انظر الأبيات في شرح ابن أبي الحديد ١٤/ ٥٥، وتنبيه الغافلين للحاكم الجشمي ص ١١١.