السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[خروج رسول الله ÷ إلى الطائف]

صفحة 59 - الجزء 1

  وروى أبو العباس الحسني⁣(⁣١)، عن جعفر بن محمد $، قال: نزل جبريل على رسول الله ÷، فقال: «يا محمد، إن الله حرم النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجرٍ كفلك، قال ÷: «من هم»؟ فقال: «عبد الله أبوك، وآمنة أمك، وعبد مناف عمك»، روى ذلك الحجوري في (روضته) وغيره انتهى⁣(⁣٢).

[خروج رسول الله ÷ إلى الطائف]

  ولما هلك أبو طالب ونالت قريش من رسول الله ÷ خرج إلى الطائف في السنة العاشرة من بعثته ÷، ومعه زيد بن حارثة يلتمس النصر، فعمد إلى ثلاثة إخوة أشراف ثقيف وهم: عبد ياليل، ومسعود، وحبيب بني عمرو بن عمير، فعرض عليهم أمره فلم يقبلوا⁣(⁣٣) منه، وأغروا به⁣(⁣٤) سفهاءهم فآذوه، وقد أقام بهم شهراً، ثم رجع في جوار عدي بن مطعم بن عدي، ذكره ابن قتيبة⁣(⁣٥).


(١) أبو العباس الحسني: هو أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم، المتوفى سنة ٣٥٣ هـ، ينتهي نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب #، أحد أعلام أهل البيت الكرام، إمام، حافظ، مسند، رباني آل الرسول، وشيخ المعقول والمنقول، لم يبق شيء من فنون العلم إلا طار في أرجائه، وله العلوم الواسعة والمؤلفات الجامعة، عاش في الجيل والديلم، وخرج إلى فارس وبغداد، ومات بجرجان، ومن مؤلفاته (المصابيح في سيرة الرسول ÷ وأئمة آل البيت إلى زمنه) (طبع)، وكتاب (النصوص)، وكتاب (ما تفرد به القاسم والهادي ª دون الفريقين من مسائل الحلال والحرام وغيرهن من الأحكام)، وله غير ذلك من المؤلفات.

(انظر عنه وعن مؤلفاته أعلام المؤلفين الزيدية ص ٧٨ - ٧٩ ترجمة رقم (٤٢».

(٢) المصابيح لأبي العباس الحسني ص ١٨٤ برقم (٦٤)، وأورد ابن أبي الحديد شاهداً له في شرح النهج ١٤/ ٦٧ انظره فيه، وعن إيمان أبي طالب انظر أيضاً شرح النهج لابن أبي الحديد ١٤/ ٦٥ - ٨٤.

(٣) في (ب): فلم يقبلوه.

(٤) في (ب): عليه.

(٥) المعارف ص ٨٩، وانظر عن خروج الرسول ÷ إلى ثقيف: السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ٥١ - ٥٢، والجزء الثاني من السفينة - خ -، وسيرة المصطفى لهاشم معروف الحسني ص ٢١٩ - ٢٢٢.