[وفد الجن]
  وفي (الكامل المنير) للقاسم بن إبراهيم #(١): وعلمت الأمة أن رسول الله ÷ آخى بين أصحابه، فاختار بعضهم لبعض على قدر فضائلهم وسوابقهم ومنازلهم، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان، وبين سعد بن أبي وقاص ومعاذ بن جبل، وآخى بين نفسه ~ وآله وبين علي بن أبي طالب؛ إذ لم يكن له كفؤ في جميع الأرض غيره، ولا نظير له فيها غيره، وكان كل واحد منهم براً بأخيه، مصفياً له هواه(٢). انتهى.
وصول الوفود إليه ÷
  كانت الوفود إليه ÷ قبل الهجرة وبعدها.
[وفد الجن]
  قال ابن بهران: أما وفد الجن، فعن علقمة، قال: قلت لابن مسعود: هل صحب
(١) هو الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، أبو محمد، المعروف بالرسي، أحد عظماء الإسلام ونجوم الآل الكرام، مولده بالمدينة سنة ١٦٩ هـ، ونشأ في أحضان الفضيلة يطلب العلم عند أكابر علماء أهل بيته حتى فاق أقرانه، فكان فقيهاً، محدثاً، مناضلاً، شاعراً، زاهداً، ورعاً، شجاعاً، سخياً، ثائراً في الله، بويع له بالإمامة سنة ٢٢٠ هـ، وسميت بيعته البيعة الجامعة لإجماع وجوه أهل البيت $ عليها في عهد المعتصم العباسي، واشتهر أمره، وطار صيته، فطاردته جيوش العباسية في اليمن والحجاز، ثم استقر بجبل الرس، وهو جبل يبعد من المدينة ستة أميال، حتى توفاه الله هناك سنة ٢٤٦ هـ، ودفن به، وقد خلف عدداً من المؤلفات العظيمة والمهمة منها: (الدليل الكبير على وجود الله) و (الدليل الصغير)، و (تفسير القرآن) فسر فيه السور القصار، و (الرد على الملحد)، و (سياسة النفس)، و (المكنون في الآداب والحكم)، و (العدل والتوحيد في نفي التشبيه عن الواحد الحميد)، و (الكامل المنير في الرد على الخوارج)، و (الرد على النصارى)، و (المسترشد)، و (المديح الكبير للقرآن)، و (المديح الصغير للقرآن) وغيرها، وقد طبع أغلبها.
(انظر عنه وعن مؤلفاته كتاب أعلام المؤلفين الزيدية ص ٧٥٩ - ٧٦٥ ترجمة رقم (٨٢٢».
(٢) الكامل المنير ص ٢٩٠.