[وفد الأزد]
  العرب، فسئلا ممن(١) أنتما؟ قالا: بنو آكل المرار؛ ليتعززا في ذلك في(٢) العرب؛ لأن بني آكل المرار من كندة، كانوا ملوكاً، ثم قال لهم رسول الله ÷: «لا، نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو(٣) أمنا، ولا ننتفي من أبينا»(٤).
  قال ابن بهران: ثم ارتد الأشعث أيضاً لما توفي النبي ÷، فجيء به أسيراً في قصة طويلة إلى أبي بكر، فأسلم، وزوجه أبو بكر أخته أم فروة بنت أبي قحافة(٥).
  قلت: وسيأتي ذكر ذلك في ذكر خلافة أبي بكر.
[وفد الأزد]
  قال: قال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله ÷ صرد(٦) بن عبد الله الأزدي، في وفد [من الأزد فحسن إسلامه، فأمَّره رسول الله ÷ على من أسلم](٧) من قومه، وأمره أن يجاهد بمن أسلم من كان يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن، فخرج حتى نزل بجُرَش(٨) وهو يومئذٍ مدينة مغلقة، فحاصرهم قريباً من شهر، فامتنعوا منه، فرجع عنهم قافلاً حتى انتهى إلى جبل لهم، يقال له: كَشْر(٩)، فظنوا أنه ولَّى منهزماً، فخرجوا في طلبه، فعطف عليهم فقتلهم قتلاً شديداً، وقد كانوا بعثوا رجلين منهم يرتادان
(١) في (ب): من.
(٢) في، سقط من (ب).
(٣) في (ب): لا تنفوا.
(٤) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ١٥٨، وتاريخ الطبري ٢/ ٣٩٤، والسفينة (ج ٢) - خ -.
(٥) ابتسام البرق - خ -.
(٦) في (ب): مزد، وهو تحريف.
(٧) ما بين المعقوفين سقط من (ب).
(٨) جُرَش بضم ففتح: قرية في منطقة بني خُوْلي من مديرية بلاد الطعام في ريمة من أعمال محافظة صنعاء. (معجم المقحفي ١/ ٣١٤ - ٣١٥).
(٩) كَشْرٌ: بالفتح ثم السكون، قال ياقوت الحموي في معجم البلدان ٤/ ٤٦٢: جبل قريب من جرش.