سورة المائدة
  مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ١٠٧ ذَلِكَ أَدْنَى
  {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} يقسمان بالله بعد الصلاة: لا نكتمها أو نغيرها لأجل مال نعطاه لنكتم الشهادة أو نلويها فيكون بدلاً من أدائها على وجهها.
  وقوله تعالى: {إِنِ ارْتَبْتُمْ} أي قلقتم لتجويز أن يكتمها شاهد أو يغير فيها والشك في ذلك، فخذوا منهما العهد المذكور، وقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} أي المشهود عليه فـ {لا نَشْتَرِي} بالشهادة {ثَمَنًا} لأن المشهود عليه {ذَا قُرْبَى}.
  {وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآَثِمِينَ} هذا تمام ما يقسمان عليه: الالتزام بأن لا يكتما الشهادة، والاعتراف بأنها حق لله عليهما، وأنهما إذا كتماها من {الآَثِمِينَ} فيكون اعترافهما هذا حجة عليهما إن كتما يوم القيامة، وفي الدنيا إن عثر على كتمانها، وحبس الشاهدين من بعد الصلاة ليؤديا اليمين هو توقيفهما ليحلفا قبل أن يشهدا، وهذا عند أداء الشهادة.
  (١٠٧) {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا} عثر عليه: انكشف وظهر أن الشاهدين {اسْتَحَقَّا إِثْمًا} بتغيير في الشهادة، إما بتبديل، أو بزيادة، أو نقص، فلم يؤدياها على وجهها، فاستحقا عقوبة ذلك الإثم، كقوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ}[الفرقان: ٦٨ - ٦٩].
  {فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ} لأن الشاهدين كتما الشهادة أو غَيَّراها، فكاد الحق أن يفوت، وكاد المستحق عليه أن يضيع الحق عليه، فكان الآخران اللذان ينال بشهادتهما الحق من