سورة الأنعام
  آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ٤ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٥ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ
  فبقضائه حياة كل فرد وموته، وبقضائه الحياة الأولى والحياة الآخرة وانتهاء الحياة الأولى لكل الناس أجمعين بقضائه.
  {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} في (تفسير الإمام زيد بن علي @) معناه: تشكُّون، أي تشكُّون في صدق الوعد والوعيد؛ استبعاداً للقدرة على إحياء العظام وهي رميم، وقد خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور، وخلقكم من طين، وحدد آجالكم وحدد هذه الحياة الأولى التي هي تَقْدِمَة للآخرة.
  قال الشرفي في (المصابيح) - حاكياً عن الحاكم الجشمي المفسر -: «قال الحاكم: فإنه نبه بقوله: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} على إبطال قول من يقول بقدم العالم، وبقوله: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} على إبطال قول الثنوية القائلين بقدمهما لأنهما أجسام [كذا] بمنزلة غيرهما، وبقوله: {خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ} على إبطال قول الطبائعية» انتهى.
  قلت: هكذا القرآن شفاء من كل داء.
  (٣) {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} {وَهُوَ اللَّهُ} يدعوه أهل السماء الله وأهل الأرض يدعونه الله؛ لأنه الإله في السموات والأرض، كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}[الزخرف: ٨٤].
  {يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ} فهو الذي يعلم دعاءكم له وسائر عبادتكم إياه، فاعبدوه ولا تعبدوا غيره {وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} من سيئات أو حسنات فاتقوه وراقبوه.
  (٤) {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} ولذلك فهم يشركون بالله ولا يتقونه مع قيام الحجة عليهم.