التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأنعام

صفحة 418 - الجزء 2

  بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ١٠ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ١١ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٢ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ


  (١٠) {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} {اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} كما استهزأ قومك بقولهم: {لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} استهزاءً وسخرية لا لطلب معرفة الحق {فَحَاقَ} فأحاط بالأولين {مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} من الآيات والرسل أي سببت لهم العذاب العاجل، وفي هذه تأكيد لكلام (صاحب الصحاح) في تفسيره الإستهزاء بالسخرية، وقوله تعالى: {مِنْهُمْ} أي سخروا من الرسل المذكورين.

  (١١) {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} {قُلْ} يا محمد لقومك: {سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} لتروا آثار المكذبين الذين أهلكهم الله بذنوبهم {ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} {ثُمَّ} فكروا كيف كانت {عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} الهلاك على سوء الحال وغضب الجبار والمؤدي إلى النار والشقوة الدائمة، لتعتبروا بهم، وتحذروا مثل ما حل بهم.

  (١٢) {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ} {مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} من حي وجماد {قُلْ لِلَّهِ} فهو رب من في السموات ومن في الأرض، فهو إلههم وحده {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} فكيف يدعو المشكرون من دونه شركاء، لا يملكون ولا ينفعون، والله هو ربهم الرحيم بهم الذي هو رازقهم ومطعمهم وساقيهم وشافي مرضاهم، وبيده الخير ومنه الخير،