التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأنعام

صفحة 421 - الجزء 2

  عَظِيمٍ ١٥ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ١٦ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ


  قال الشرفي في (المصابيح): «وإنما أولى غير الله (همزة الإستفهام) دون الفعل الذي هو {أَتَّخِذُ} لأن الإنكار في اتخاذ غير الله ولياً لا في اتخاذ الولي» انتهى.

  قلت: يعني أن محط الإنكار غير الله كيف يتخذ ولياً مع وجود {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} القادر على كل شيء العليم بكل شيء الذي {يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} فهو الوهاب الكريم، الغني الذي لا يحتاج، فهو الذي ينفع من اتخذه إلهاً يدعوه ويرجوه لرعاية مصالحه.

  {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} فلا بدَّ لي من إسلام وجهي لله قبل الناس كلهم، وهذا دليل على أهمية الإسلام لله {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فهم أعداء الله عباد الشيطان، فلا تكونن واحداً منهم، وفي هذا زجر للمشركين عن الشرك، حيث نهى أن يكون واحداً منهم، ولم يقل: ولا تشرك.

  (١٥) {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} {إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} الذي أمرني أن أكون أول من أسلم ونهاني أن أكون من المشركين نهياً مؤكداً فإني أخاف إن عصيته في ذلك أو غيره {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} بسبب معصيته فالشرك قبيح من حيث هو اتخاذ غير الله ولياً، ومن حيث هو معصية لله، وفي هذا تحذير للمشركين، كقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ...} الآية [الزمر: ٦٥] ووصف اليوم بأنه عظيم لما فيه من الأمور العظيمة.