سورة الأنعام
  عَظِيمٍ ١٥ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ١٦ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ
  قال الشرفي في (المصابيح): «وإنما أولى غير الله (همزة الإستفهام) دون الفعل الذي هو {أَتَّخِذُ} لأن الإنكار في اتخاذ غير الله ولياً لا في اتخاذ الولي» انتهى.
  قلت: يعني أن محط الإنكار غير الله كيف يتخذ ولياً مع وجود {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} القادر على كل شيء العليم بكل شيء الذي {يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} فهو الوهاب الكريم، الغني الذي لا يحتاج، فهو الذي ينفع من اتخذه إلهاً يدعوه ويرجوه لرعاية مصالحه.
  {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} فلا بدَّ لي من إسلام وجهي لله قبل الناس كلهم، وهذا دليل على أهمية الإسلام لله {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فهم أعداء الله عباد الشيطان، فلا تكونن واحداً منهم، وفي هذا زجر للمشركين عن الشرك، حيث نهى أن يكون واحداً منهم، ولم يقل: ولا تشرك.
  (١٥) {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} {إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} الذي أمرني أن أكون أول من أسلم ونهاني أن أكون من المشركين نهياً مؤكداً فإني أخاف إن عصيته في ذلك أو غيره {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} بسبب معصيته فالشرك قبيح من حيث هو اتخاذ غير الله ولياً، ومن حيث هو معصية لله، وفي هذا تحذير للمشركين، كقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ...} الآية [الزمر: ٦٥] ووصف اليوم بأنه عظيم لما فيه من الأمور العظيمة.