سورة الأنعام
  عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٧ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ١٨ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا
  (١٦) {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ} عذاب اليوم العظيم يوم إذ يأتي ذلك العذاب {فَقَدْ رَحِمَهُ} الله الرحمة العظمى؛ لأن النجاة من النار أهم ما يكون يومئذٍ {وَذَلِكَ} إي صرف عذاب {يَوْمَئِذٍ} أو رحمة الله له هو {الْفَوْزُ الْمُبِينُ} قال في (مفردات الراغب): «الفوز: الظفر بالخير مع حصول السلامة» انتهى.
  و {الْمُبِينُ} البيِّن، فهو ظفر بالخير عظيم بنفسه من غير شرط أن يصير إلى الجنة، إن كان قوله تعالى: {وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} إشارة إلى صرف العذاب، فأما إن كان إشارةً إلى رحمة الله، فيحتمل: أن جعله من أهل الجنة بعض هذه الرحمة.
  (١٧) {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} وهذا دليل على أن شركاء المشركين لا تفيد شيئاً، وأن الله هو الذي يفعل ما يشاء، فهي لا تشفي مريضاً، ولا تؤمِّن خائفاً، ولا تنصر مقاتلاً.
  {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فلا راد لفضله، وهذه الآية تدعو إلى: عبادة الله وحده، والتوكل عليه، ورجائه وحده لكشف الضر وإبقاء الخير، وتشير إلى بطلان الشرك كقوله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}[الزمر: ٣٨] {فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فلا ممسك لما أعطى.