سورة الأنعام
  كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ٢١ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ٢٢ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ
  (٢١) {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} أي لا أظلم ممن وقع منه إحدى الجريمتين اختلاق الكذب على الله أي تعمد الكذب {أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} وكلا الجريمتين وقعتا من المشركين في قولهم: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} وغير ذلك وكذبوا بآيات الله التي جاء بها رسول الله ÷.
  {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} لأن مصيرهم إلى العذاب وفوات كل خير، وهذا عام لكل ظالم، وقد يعجل للظالم بعض العقوبة في الدنيا، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}[الأعراف: ١٥٢] وهذا يعم المفترين.
  (٢٢) {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} واذكر لبيان مصير المشركين {يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} والضمير للمشركين والمكذبين والمفترين السابق ذكرهم.
  وقوله تعالى: {جَمِيعًا} أي مجتمعين في موقف السؤال {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا} وقد عاينوا أهوال الآخرة وعلموا أن لا ملجأ لهم نقول لهم يومئذ {أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ} تدَّعون أنهم شركاء لله، وذلك توبيخ لهم، وتنبيه على أنه قد {ضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} وضل عنهم ما كانوا به يشركون، كما قال تعالى: {فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}[الأحقاف: ٢٨] وقال تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ}[الشعراء: ٩٢ - ٩٣].