سورة الأنعام
  بِمَبْعُوثِينَ ٢٩ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ٣٠ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا
  {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} في زعمهم الذي يفهم من كلامهم أنهم لو ردوا لتَرَكوا التكذيب بآيات الله ولآمنوا، وفي هذه الآية: دلالة على أن الكذب ما خالف الواقع وإن طابق الإعتقاد، وإنما لا يقال لبعض القائلين المعتقدين للصدق تأدباً وتجنباً للإيهام.
  (٢٩) {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} {وَقَالُوا} عطف على أقوالهم التي مرّ ذكرها، كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} وقولهم: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} أي ما الحياة إلا حياتنا الدنيا أي ليس بعدها حياة {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} بعد الموت كفراً منهم بالبعث والجزاء، فبيّن الله عاقبة هذا الكفر بقوله تعالى:
  (٣٠) {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ} عند ربهم وبين يديه {قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} فبين ذلتهم في الآخرة، وإقرارهم بالحق وقسمهم عليه بالله ربهم، ثم لم يفدهم ذلك شيئاً، بل قال تعالى لهم: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ} تفريعاً بـ (الفاء) على ما أقروا به {بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} وهنالك يندمون حين لا ينفع الندم، وقوله تعالى: {قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ}؟! إشارة إلى البعث وإرجاعهم إلى الله إلى موقف السؤال والحساب والحكم من الله فيهم.